الثلاثاء، 4 أغسطس 2009

بسم الله الرحمن الرحيم

ماذا يريد حزب الفضيلة في بيانه أدناه من الله تعالى

ومن الناس المظلومين

هل يريد حلاوة الدنيا وحلاوة السلطة

أم يريد جنة نعيم الآخرة أم الاثنين معاً

أم الخسران من الجميع باشتراكه في اللعبة السياسية

مع الاحتلال المجرم المذل لمسلمي العراق

(ما غزيّ قومٌ في عقر دارهم إلاّ ذلوا)

بحث (المرجعية) المرسل إلينا من حزب الفضيلة

بعنوانه البريدي أدناه وبقلم علي الإبراهيمي المؤرخ 10/7/2009

Flag this message

إنتــــقاله في عالم النوع.....

Friday, July 10, 2009 8:31 PM

From:

Add sender to Contacts

To:

undisclosed-recipients

المرجع محمد اليعقوبي .. انتقالة في عالم النوع

علي الابراهيمي

A1980a24@yahoo.com

المرجعية الدينية هي احدى ركائز الفكر الشيعي الرئيسية ومحوره العام في زمن الغيبة للقيادة المعصومة ويكن لها الشيعة احتراما وافرا ويضعونها في مقام سامٍ باعتبارها حجة المعصوم عليهم كما جاء في وصيته .

ولما يتمتع به هذا المنصب من نفوذ ووجاهة ( دنيوية ) صار محط انظار الكثيرين واخذ يبتعد شيئا فشيئا عن غاياته الاولى .

فبعد ان كان مراجع الدين في الازمان الاولى للغيبة يحاولون القيام بالدور الذي كان يقوم به المعصوم من رعاية شؤون الامة ونشر الرسالة الاسلامية باهدافها الانسانية العالية وكذلك القيام بالواجبين العلمي والحركي السياسي وفق متبنيات واسس الخط المعصوم صارت المرجعية الدينية لاحقا تعيش حالة من الجمود والركود العلمي والحركي بما لم تشهده هذه القيادة على مر تأريخها .

ويعود السبب في ذلك – اجمالاً – الى ضياع الاسس العلمية لتقييم القيادات عندما تحكمت في الثقافة الشيعية لوبيات الاعلام التابع للمؤسسات النفعية ذات المصالح الخاصة وكذلك الضخ الثقافي المشوه لمؤسسات خارجية معادية لهذا الفكر وبالتالي تسلل لمنصب المرجعية الدينية الكثير ممن هم دون المستوى التأريخي الذي تمتعت به المرجعيات العملاقة السابقة والتي كانت تعتمد مبدأ الفكر الحر الملتزم واسلوب التضحية الذي تميز به الشيعة على مر العصور .

فانزلق منصب المرجعية الى مستوى الكارزما الصنمية عندما صار المرجع ( الاعلامي ) لا يُدرس ولا يُؤلف ولا يُحاضر ولا يرعى ولا يَتفقد بل حوله الاعلام الانف الذكر الى هالة قدسية ملائكية يمتنع سماع صوتها على غير المعصوم !

ومن بعد ذلك التدرج التأريخي في النزول صار باستطاعة اصحاب التأريخ الغامض والواقع العلمي المجهول تقمص هذا المنصب , ولكي يحافظ امثال هؤلاء على وجودهم تركوا الحبل على الغارب وصار الوكلاء عنهم في نقل الفتوى وقيادة الناس نحو جادة الصواب وكلاءَ المال وقيادة الناس نحو الكاريزما !!

فانحدر الشيعة جراءَ ذلك الى مستوى خطير من الضياع والتشوه الفكري وبالتالي التدهور السلوكي العام .

لكنَ هذا لا يعني ان مسيرة الشيعة – وهم اصحاب الجرأة والفكر المتحرك – بقيت متجهة نحو الانحدار الاضطراري الذي ذكرناه على طول الوقت فقد نهض فيهم مجموعة من العلماء والقادة الذين حملوا نَفَسَ المعصوم وحقيقةَ الروح الشيعية الرافضة لكل ما هو منحرف ومغلوط وكان مقدراً لتلك القيادات وتحركاتها اعادة المسار الشيعي الى جادته الاولى .

فكان هناك الشهيد الاول والشهيد الثاني وكان هناك العلامة والمحقق وكان هناك الانصاري والحبوبي والشيرازي والمظفر والخميني و المطهري ومحمد باقر الصدر ومحمد حسين فضل الله وكان هناك محمد محمد صادق الصدر وغيرهم من عمالقة التغيير وابطال النهضة الاصلاحية .

وفي خضم اختلاط الاوراق وضبابية المفاهيم ظهر اتجاه شيعي مرجعي جديد لاينتمي الى تيار الاصلاح والحركية ولكنه لا يتعمد تشويه المفاهيم بل يعتقد ببراءة ذمة المرجعية عند اعطائها للدرس فقط ولا يرى وجوب تصدي المرجعية لسياسة الامة في زمن الغيبة ويبتعد كليا عن مواجهة السلطة الظالمة .. وبقدر ما ساهم هذا الخط المرجعي الجديد باستمرار الدرس الحوزوي – على روتينية الدروس وكلاسيكيتها – لكنه ترك الشارع الشيعي يموج في الفتن والمجاعات والسجون والتشرد والتهجير دون ان يحاول التدخل ولو نسبيا .

وكنتيجة طبيعية لهذا التضارب الفكري الشيعي الداخلي برزت الى العيان مدرستان مرجعيتان رئيسيتان : الاولى استفادت من اختلاط الاوراق وغياب الوضوح والغشاوة الموضوعة على العقل الجمعي ورسخت مفهوم السكوت والصمت وساهمت في ابقاء الوضع الانحداري على ما هو عليه وهي من بات يُطلق عليها المدرسة التقليدية .

والثانية رفضت التدهور الفكري والسلوكي الحاصل وطالبت بالرجوع الى الاهداف العامة للمعصوم والالتزام بالخط الحركي للمدرسة العلوية وعملت على تنقية العقل الشيعي من الشوائب التي تراكمت قهرا عليه وبدأت مدرسة تنظيرية تعتمد الجرأة في الاصلاح .

وصار لكلا المدرستين رموز ومعالم تميزها عن الاخرى وسارت المدرستان باتجاه الامام بخطوات متفاوتة وطرق مختلفة وكان لكل منهما سهماً في بقاء الخط الفكري الشيعي العام .

وكانت جهود المدرسة الاصلاحية مضاعفة وعميقة بحكم تصادمها مع الخط التقليدي الانغلاقي الداخلي والخط الخارجي الرافض لعملية انتشار الفكر الشيعي – باعتباره يُشكل خطراً على الكثير من المؤسسات الدولية المهيمنة والتي كانت تراهن على سذاجة الشعوب - .

وباعتبار ان مرجعية النجف الاشرف تُعد المرجعية العليا للشيعة في العالم ومصدر الاشعاع الاول للفكر الشيعي فقد كان لها حصة الاسد في حركة التغيير المرجعي والنهضوي , وبرز فيها في التأريخ المعاصر عدة قادة ومراجع اصلاحيين تضحويين وما يهمنا منهم هم القريبون على زماننا والذين كان لهم تأثير في مسار الاحداث التي نمر بها حالياً وابرزهم ثلاثة مراجع يُشكلون مدرسة واحدة وتداخلاً فكرياً مشتركاً :

- السيد الشهيد محمد باقر الصدر

- السيد الشهيد محمد محمد صادق الصدر

- الشيخ محمد موسى اليعقوبي

حيث كان لهؤلاء الثلاثة المراجع دفعاً واضحاً – للمتابع والمراقب – باتجاه ترتيب الوضع الشيعي بصورة خاصة والوضع الاسلامي بصورة عامة .

ورغم ان الاعلام الشيعي مملوك بصورة عامة – قبل الانفتاح الاعلامي الاخيرللمدرسة التقليدية الا ان اسهامات المرجعينالشهيدين الاولين ظهرت بصورة جلية بعد استشهادهما وسيكون التأريخ كفيلاً بابراز اسهامات المرجع الثالث .

ولكن ما يهمني – وهو غاية المقال – هي الانتقالة النوعية للفكر الشيعي والسلوك المرجعي العام الذي تميز به المرجع محمد اليعقوبي عن باقي مراجع الاصلاح والنهضة , حيث نرى – كمثال – ان المرجع محمد باقر الصدر الذي ساهم بنهضة فكرية عملاقة اتجه الى مخاطبة النخبة الشيعية بصورة عامة ولم يتوجه الى القواعد الشيعية بقدر كافٍ وهذا واضح من كتاباته ومؤلفاته مثل ( فلسفتنا ) و ( اقتصادنا ) ولم يحاول السيد الصدر الاول التحرك باتجاه بيان واقع القيادات الدينية المتصدية انذاك امام الجماهير انسجاما مع ما كان يتبناه من مفهوم المواجهة مع الخارج خصوصاً مع تزايد المد الشيوعي والسلطان البعثي .

وكان السيد الصدر الاول في مواجهته للخارج يقارع الكلمة بالكلمة والفكرة بالفكرة والحجة بالحجة ولم يعتمد سياسة الالغاء والفتوى التي اعتمدتها المدرسة التقليدية والتي لم تفلح في معالجة الاوضاع حينها كما كان متوقعا من تحركات المدرسة التقليدية .

وكان بعده السيد الشهيد الصدر الثاني صاحب نهضة الجمعة تلك النهضة التي توجهت الى القواعد الشيعية بصورة رئيسية بعد ان ادرك الصدر الثاني واقع حركة الصدر الاول وخذلان النخبة له بانسحابها من واقع الاحداث الا القليل ممن وافق قوله عمله فسار الشهيد الثاني باتجاه توعية المجتمع الشيعي حول ما يحيط به من واقع مزخرف ولكنه فارغ من الداخل وعمل الصدر الثاني على توجيه العقل الجمعي نحو تمييز القيادات الحقيقية ولكنه كان يفتقد الى الامتداد الذي يسمح له بالاتصال بالمحيط الشيعي الخارجي فبقيت حركته ضمن الاطار العراقي وكذلك كان تركيزه الكتاباتي في مؤلفاته ينصب على بيان الحكم الشرعي وضرورات تطبيقه – باعتبار جهل غالبية الشيعة انذاك بالمسائل الشرعية – مع محاولة جريئة وعملاقة منه لزرع قضية الامام المهدي في الشارع الشيعي .

وامتداداً لجهود هذين المرجعين العملاقين واستثماراً لفكرهما وبالاستفادة من تجارب حركتيهما نهضت حركة فكرية ضخمة اخرى تستند الى القواعد الشيعية وتدرك دور النخبة يقودها المرجع محمد اليعقوبي .

ولكن كان واقع هذه الحركة متميزا هذه المرة , فقد تبنى المرجع اليعقوبي فكرة عملاقة اسميها انا ( صناعة النخبة ) وذلك بالعمل على رفع مستوى القواعد الشيعية العامة الى مستوى النخبة ليكون الجميع قائدا في موقعه وهي فكرة التمهيد لدولة الامام بتهيئة الكفائات القادرة على ادارة الدولة العادلة .

و عمل المرجع اليعقوبي على تثبيت فكرة المرجعية المؤسساتية والتي تعتمد التنظيم والفكرة الستراتيجية وتبتعد كلياً عن الفردية والعبثية في ادارة مقدرات الامة .

ولاول مرة في تأريخ المرجعية المعاصر في العراق يتم توجيه الحقوق الشرعية باتجاه المنفعة العامة للمجتمع بصورة منظمة ويتم صرف الاموال على يد مؤسسات لا افراد مما مَكَنَ من ايصال النفع الى خطوط بعيدة عن واقع الوكلاء وبصورة اكثر فائدة .

ودعوة المرجع اليعقوبي الى انشاء مؤسسات اقتصادية اسلامية يُعد خطوة عملية متقدمة بتنظيرات السيد محمد باقر الصدر الى الامام وتُعد المؤسسات الهندسية التي اُنشأت تحت رعاية المرجع اليعقوبي مثالا بسيطاً على ذلك – على الرغم من محاربتهابالاضافة الى دعوته الى انشاء مصارف اسلامية لترعى شركات تعتمد الاقتصاد الاسلامي وقد تم انشاء البعض من تلك الشركات من قبل مهندسين استلهموا فكر المرجعية ولكن على واقع محدود .

وعمد المرجع اليعقوبي سياسياً الى تثبيت مفهوم المبادئ الثابتة متصدياً لمبدأ المصالح المتغيرة والتي مع الاسف تبناها بعض الاسلامويون والتزم سياسة خط الامامة بدفع المجتمع نحو رعاية القوانين الاسلامية مع مراعاة واقع الاختلاف الفكري في المجتمع ولم يعش المغالاة التي عاشها بعض الاسلاميين في حلم الدولة الاسلامية حتى فقدوا قدرة ادارة الواقع من فرط احلامهم , وكان له تعبير استقاه من فكر المعصومين ما مضمونه : ( لا يهم ان يكون الحاكم ملتحياً ولكن المهم ان يكون عادلا وينصف الناس من نفسه وذويه ) أي ان الاساس في زمن الغيبة هو العدالة ورعاية مصالح الناس وليس الشكل والقشر الخارجي .

وكتابة المرجع اليعقوبي لمؤلفه ( نحن والغرب ) يُعد قراءة مبكرة لواقع الغزو الاجنبي , فالمرجع اليعقوبي ادرك ببصيرة المفكر ان الخطر الحقيقي ليس هو الوجود العسكري بقدر ما يُشكل الغزو الثقافي والهيمنة الاقتصادية للاجنبي من خطر محدق بالامة وكيانها وهذا ما اثبتته الاحداث تالياً . فعمد المرجع اليعقوبي الى تشكيل خطوط دفاع ثقافية عبر مؤسسات متعددة بصورة مباشرة او غير مباشرة وكذلك دعى الى توفير نظام اقتصادي وطني – حيث كان لرجالات المرجع اليعقوبي دوراً اساسياً في اعادة تشغيل الكثير من المعامل الوطنية كمعمل البتروكيمياويات في البصرة ومعامل الحلة وكربلاء – وبات برانيه مقصداً لرجالات الاقتصاد والصناعة الوطنيين .

و ادراكاً منه لضرورة تخليص السياسة العامة والاقتصادية للبلد من سلطة المفسدين زج المرجع اليعقوبي بكوادر مخلصة تعمل على مراقبة ومكافحة الافساد والمفسدين بالوسائل المتاحة – على قلتها بسبب التضييق – وبالقدر الممكن .

وعمل حوزويا بخطين متوازيين :

الخط العلمي الذي عمل على تغيير مناهجه الكلاسيكية والتي لم تعد تناسب الواقع المعاصر ومؤلفه ( الرياضيات للفقيه ) كان خطوة في الاتجاه الجديد .

الخط العملي من خلال العمل على تنقية الاجواء الحوزوية من شوائب الفئوية والاهمال والتكاسل ودفع باتجاه جعل كل رجال الدين قادة يعيشون واقع مجتمعهم .

وسلط الاضواء على حقيقة الدور السلبي لبعض الكاريزمات الصنمية ومساهمتها في انحدار الوضع الشيعي العام , وانتقد صمت الحوزة العلمية عن مظلومية الشعب العراقي وسكوتها عن الفاسدين والمفسدين والقيادات الظالمة ولعل كلمته حول دور العمامة الشيعية تُعد من اجرأ ما قيل في التأريخ المعاصر لبيان حقيقة مساهمة بعض العمائم الكبيرة في نصرة الظالم على المظلوم حيث ذكر ما مضمونه :

( ان العمامة الشيعية – ويقصد حاليا – دجنت الشعب العراقي ) أي ساهمت في اسكاته ورضاه بالواقع الظالم وذلك من خلال سكوتها واسكاتها للناس بالعامل الديني ومن خلال حضور ابناء بعض القيادات الشيعية الدينية المعروفة في مؤتمرات السلطات الفاسدة والظالمة !

وكذلك تميز المرجع محمد موسى اليعقوبي بعوامل لم تتوفر لغيره من المراجع الاصلاحيين فهو ينتمي الى اسرة دينية ترتبط عملياً بالمدرستين التقليدية والاصلاحية وينتمي هو فكريا الى المدرسة الاصلاحية الحديثة بجميع متبنياتها التغييرية ويجمع بين الدراسة الحوزوية والاكاديمية – باعتباره مهندسا ً – ويمتلك بعداً ثقافيا واسعا وتهيأ له طلبة علوم دينية حركيون ورساليون وتوفرت له قاعدة واعية ومثقفة ومطلعة وحركية , ومن العجيب والواقعي في نفس الوقت ان الناس تبدأ في الاستغراب عند صدور مخالفة من احد مقلدي المرجع اليعقوبي – رغم كونهم اُناساً يُحتمل ان يصدر عنهم الصحيح والخاطئ كغيرهم – ولا يستغرب هؤلاء الناس صدور الخطأ غير مقلدي المرجع اليعقوبي ! وهذا ان دلَ على شئ فهو يدل على ثقة الناس بهذه القيادة الاصلاحية ونهجها رغم التغييب الاعلامي ورغم ضغط المصالح الشخصية بعيدا عن ساحتهم .

وفي دعوة المرجع اليعقوبي الامة للاستفادة من كتابات الدكتور علي شريعتي اثبت انه يتبنى مبدأ حرية الفكر الملتزم ودعمه لقضية نقد الذات من اجل معرفة العلل لتقويم الجسد الاسلامي .

وعندما نصح من يستمعون الى ارشاداته بالاستفادة من كتابات مالك بن نبي وسيد قطب اثبت وقوفه ضد الحساسية من فكر المخالف واكد على الاستفادة من جميع التجارب للعقول الاسلامية .

وبالتالي فقد توفرت للمرجع اليعقوبي نوعاً ما قيادة وسطية جيدة – بين المرجع وقواعد حركته – رغم عدم مواكبتها لضخامة وسرعة تحرك المرجع وهي قيادات تميزت ببعد ثقافي فكري وبعد عملي حركي .

ومن هنا انطلق المرجع اليعقوبي لخلق حالة تواصل فكري وعملي على المستوى الشيعي العام وايجاد ترابط مقبول بين الخطوط الشيعية على مستوى العالم استنادا للظروف اعلاه حتى وصل الامر الى طلبه من بعض الرموز القيادية الاسلامية التي ترجع اليه – تقليدا – العمل بعيدا عن اظهار الانتماء او طرح مرجعيته في خطواتهم وانما المهم هو الناتج الاسلامي العام ومصلحة الامة فبقيَ اسم المرجع اليعقوبي مغيباً عن الكثير من الانجازات الثقافية والعملية رغم دوره الرئيسي فيها واقعا .

ورغم قصوري وتقصيري عن الاحاطة بكنه هذه المرجعية الضخمة فكريا فانني استطيع الايجاز بما يلي :

ان مرجعية الشيخ محمد موسى اليعقوبي مزجت بين نخبوية حركة الشهيد الصدر الاول وجماهيرية حركة الشهيد الصدر الثاني لتبدأ مرحلة الجماهير الواعية الرسالية وصنفت المواجهة الحضارية مع الاخر على انها مواجهة فكرية يتداخل معها العامل الاقتصادي اكثر من كونها مواجهة عسكرية ورفضت الاستغلال لمنصب المرجعية بالصور الكاريزمية وساهمت وتساهم في تغيير النهج الحوزوي العلمي والاجتماعي وعملت وتعمل على الانتقال بالعقل الشيعي الى مرحلة الوعي الرسالي ويُعد كتاب المرجع اليعقوبي ( دور الائمة في الحياة الاسلامية ) سبيل ارتقاء بالامة من مرحلة الوعي الرسالي الى مرحلة بوادر دولة المعصوم من خلال العيش مع النَفَس العام لتحركات الائمة المعصومين , وكذلك كانت مرجعية اليعقوبي مرحلة الالتقاء بين الافكار الاسلامية بعيداً عن الخطوط الحمراء والاسوار الحجرية التي وضعها من يخافون المواجهة من الطرفين .

ان حركة المرجع اليعقوبي حاولت المزاوجة بين مثالية المبادئ الاسلامية وواقعية الحركة والتغيير أي انها خطوة في الاتجاه الصحيح ومحاولة لاعادة الامة الى المسار الآمن قبل الانطلاق بها نحو الامام .

الا ان هذه الحركة الاصلاحية بقيادة المرجع اليعقوبي عانت كغيرها من حركات التغيير من التغييب الاعلامي والحرب التسقيطية التي يشنها اصحاب العقول المتحجرة بالتحالف مع المنتفعين من الوضع الراهن واصحاب المصالح الشخصية وكذلك من قبل الذين اختلطت عليهم الاوراق فاعتبروا انتقاد المعمم كفراً و بين هؤلاء يتوزع – للاسفغالبية وسائل الاعلام وامبراطوريات المال !

الملخص :

(ان حركة المرجع اليعقوبي انتقالة بالفكر الشيعي والفكر العام – غير الدينينحو عالم النوع لا الكم باعتماده التحليل الواقعي والانصاف العلمي والحوار الانساني وتأكيده على التلاقي لا الاختلاف (

جوابنا وردنا الأول 11/7/2009 على بحث حزب الفضيلة

وعلي الإبراهيمي حول موضوع (المرجعية)

بسم الله الرحمن الرحيم

الأخ علي الابراهيمي المحترم

السلام عليكم وبعد :

استلمتُ بحث رسالتك الكريمة وأجيبك ببعض الملاحظات فأرجو أنْ تلاقي اهتمامك وليس كبعض الآخرين السكوت والصمت لعلنا نجد في أبحاثنا بعض عوامل شفاء الأمة :

- أكدتَ أنت بوجود (مذاهب في الإسلام) في حين الحق والعدل (عدم وجود مذاهب في الإسلام والموجود أجتهدُ رأيي) وأما ما يقال (الحنفية والجعفرية ... وو) فهي تقليد لمذاهب الطائفة النصرانية التي لم يدون إنجيلها فكثر الأتباع فتعددت المذاهب لعدم وجود النص الأصلي – وأما موضوع (أبي حنيفة والشافعي وجعفر ومالك وبن حنبل وزيد وغيرهم) فهؤلاء (أجتهد رأيي)واجتهادهم يحتمل الخطأ والصواب وهذا لا يظهر ولا يثبت في الحياة الدنيا وإنما في الآخرة الصحيح له أجران والخطأ له أجر واحد فكيف يكون الخطأ مذهب وبوفاتهم تذهب آراؤهم وأحكامهم لوجود حكم عدم جواز تقليد الميت ولكن يمكن الاسترشاد بها ولكن ليس مذهب لوجود الخطأ وعدم وجود المجتهد ليدافع عن رأيه .

- وإنّ (الصحابي علي) ليس (مذهب) ولا (اجتهاد بعد رسول الله) وإنما (ولي الله) منصب رباني يؤدي وظيفته فهو (معصوم) في وظيفته (ولي الله) وكان (مجتهد في حياة النبي خاصة عند تعيينه في اليمن) أي قبل نصبه (ولي الله) .

- وأنّ (العترة) كذلك مثل (الولاية) (منصب رباني) لأنّ الرسول لا ينطقُ عن الهوى والعترة أربعة (علي وفاطمة والحسن والحسين) (إنْ تمسكتم بهما لن تضلوا بعدي) (لعدم وجود الخطأ لعدم الضلال عندها وإنّ كل الآراء التي وضعها الموالون لهم أو المعادون لهم هي نتيجة تحقيق مصالح دنيوية وغير شرعية وبالتالي هي تشويه ومحاربة لهذه المفاهيم الربانية مثل (ولاية الفقيه) .

- أنتَ انتقدتَ (المرجعية) التي اعتبرتها (كريزما) ولا أدري لماذا استعملت هذا المصطلح الغربي في حين اللغة العربية غنية بالمصطلحات والنحو خاصة إذا كنت تعني بها (شكل الشخص أو نمط من الأشخاص لأنني كمسلم تعبتُ في الوصول إلى فهمها) فأقول انتقدتَ نمط من (المرجعية) ولذلك ذكرت بعض الأسماء استثناء من هذه الانتقادات ولكن برأيي إنّ جميع من ذكرتهم تشملهم انتقاداتك ولا نستثني منهم إلاّ شخص واحد هو العلامة الشهيد محمد باقر الصدر وهناك آخرون في المجهول لا نجد ما يستوجب ذكرهم لأننا لسنا بصدد ذلك وأنا أقول ذلك عن دراية سواء عن طريق المقابلة واللقاء أو عن طريق قراءة أبحاثهم ومتابعتهم فهم معظمهم أشخاص مثلك ومثلي وقد نمتاز عليهم ببعض القيم فهم ونحن لم نصل إلى درجة الاجتهاد المطلق ولكن قد يكون عندهم رأي وفكر أو حكم شرعي في مسألة وقضية منفردة وأما كتبهم فهي مجرد اقتباس والأخذ ممن سبقوهم وهذا ليس عيب ولكن ليس بمستوى المراجع الاجتهادية وأما كسبهم لسمعة كبيرة وواسعة فهي نتيجة ما يكسبون من أموال خاصة الخمس والزكاة وهذه كذلك هم معتدون عليها لأنه ليس من اختصاصهم جبايتها وإنما هي من اختصاص الدولة الإسلامية التي ترأسها الخليفة الرابع علي والخامس الحسن وهم مقصرون بعدم الدعوة إليها في حين في زماننا دعا إليها الشهيد محمد باقر الصر.

- خاصة ما نلاحظه اليوم وبعد الاحتلال الأمريكي فتراهم (يعملون) فيقومون بأفعال ويتقولون بأقوال يخلطون بها (الإسلام مع العلمانية) (عمل صالح مع عمل سيء) والسبب هو أنهم يجهلون معاني بعض مفاهيم وأحكام الإسلام ولا يملكون (قضية سياسية عقائدية إسلامية) يعملون لتحقيقها وإسلامهم مجرد ادعاء فهم يتشكلون مع الواقع وينصبغون بلونه فإذا كان (مجلس حكم) فتراهم بلونه أو مجلس وطني بلونه أو مجلس شورى بلونه أو مجلس نواب بلونه وكذلك جمهورية وديمقراطية بلونها ويعملون مع أي دستور وأي قانون للانتخابات وهم اليوم لا يهمهم قانون الأحزاب إلاّ إذا اهتم الاحتلال به بينما هناك قانون أحزاب رقم 1 لسنة 1960 فلم يفعلونه ولا يعدلونه في حين جميعهم حركات وأحزاب وتيارات وائتلافات وفصائل وحتى جيوش وقوات كلها تنظيمات خارج القانون ودستورهم هو دستور الاحتلال .

- وأخيراً فأنّ (الدولة الإسلامية) ليس (حلم) ويأثم من يعتبرها (حلم) ومصيره جهنم وبئس المصير وإنما هي (فرض) شرعي مثلما كانت فرض شرعي عند عضو العترة (الصحابي الإمام الحسين) فرض تغيير سلطان الدولة الإسلامية الجائر ولم يكن عنده (حلم) فكيف يكون تشويه الإسلام وتشويه أعمال ومفاهيم وأحكام عترة رسول الله الحبيب خدمة للاحتلال فهل سيكون (صناعة النخبة) على هذا الأساس من الآثام وعلى أساس الأحلام و(أضغاث أحلام) في الوقت هم يعيشون واقع الاشتراك وممثلون في الحكومة وفي مجلس النواب مؤسسات الاحتلال وفي خدمة الاحتلال وليس في خدمة الإسلام والأمة الإسلامية المظلومة .

المحامي محمد سليم الكواز - مؤلف كتاب الشورى

18/7/2009 - 11/7/2009
---
On Fri, 7/10/09, webmaster@alfadhelah.com <webmaster@alfadhelah.com> wrote:

رد علي الإبراهيمي المؤرخ 18/7/2009

على جوابنا وردنا المؤرخ 11/7/2009 على بحثهم (المرجعية)

بسم الله الرحمن الرحيم

الاستاذ محمد سليم الكواز

تحية طيبة

الحقيقة انا استغرب كثيرا من تداخل المفاهيم لديك وضبابية الاجواء التي تعيشها !!

فانت في الوقت الذي تستغرب قولي ( النص عليه في الخلافة ) معترضا على كلمة ( الخلافة ) تأتي وتسميه ( الخليفة الرابع ) رغم ان عبارتي ادق من اوجه :

- مسايرة لاسلوبك في التعبير

- باعتبار امير المؤمنين خليفة رسول الله شرعا ومن هنا اتت ولايته التي ذكرتها انت !

- للحديث الذي ذكرته انت

بينما استخدامك لعبارة ( الخليفة الرابع ) والذي اعدته كثيرا غير صحيح واقعا لان امير المؤمنين هو ( الخليفة الاول ) على مبنانا ومبناك !؟

الشاهد من ذلك هو التمثيل على مدى ضبابية زاوية الرؤية لديك واختلاط الافكار حد التناقض في ذهنك .. وهذا لايعني عدم احترامي لرؤيتك بقدر ماهو دعوة لاعادة قرائتك للفكر الاسلامي والنصوص الشرعية وترك ما ليس من تخصصك لاهله ..

· ان طرحك لقضية الخلافة الاسلامية فيه تهافت واضح فاذا كانت الخلافة تعتمد مبدأ ( ولي الله ) اساسا لها كما ذكرتَ انت .. فماهو مستند الخليفة في الدولة الاسلامية التي تريدها في هذا الزمن الذي يغيب فيه حامل صفة ( ولي الله ) الشرعي ؟؟َ!! وباي حق نعطي الخلافة لاُناس عاديين ؟؟!! وهل ذلك الا مطابقة لمبدأ ( ولاية الفقيه ) الذي اعترضتَ انت عليه ؟!!!

المهم اردت توضيح ما يلي لجنابكم :

اولا : ان الذي كتب الجواب لك هو انا ( علي الابراهيمي ) وليس حزب الفضيلة وتعدد الرسائل جاء للاسباب الاتية :

1 – امتلاكي لايميلين : الاول a1980a24@yahoo.com باسم asdasd

والثاني a1980a24@gmail.com باسم علي الابراهيمي

وسبب التسمية الاولى هو جهلي بكيفية كتابة الاسم عند انشاء ايملي الاول قبل سنوات لذلك جائت الاحرف الثلاث الاولى في وسط الكيبورد a-s-d كاسم لي

وللتعرف على ( علي الابراهيمي )

يمكن زيارة مدونته

( اوراق )

بالنقر على نفس كلمة اوراق بين قوسين

2 – جائتك رسالة من موقع حزب الفضيلة باعتبار انك ارسلت تعليقاتك اليهم وهم بدورهم ارسلوها الي وعندما جائهم جوابي قاموا بارساله اليكم باعتباركم صاحب التعليق وهم لا يعرفون اني ارسلت الجواب على ايميلكم فدورهم يقتضي اجابة رسالتك عند ورود الجواب

ثانيا : اما عناوين الرسائل فهم لا يتدخلون فيها وانما يحددها الايميل نفسه عن طريق الريبلي فكانت عبارة ( مقالتك الموسومة ........ ) موجهة الي وليس لك باعتباري صاحب المقالة ولكنك فهمت صيغة الريبلي على انها لك !! فكيف تطالب باستخدام الريبلي وانت يصعب عليك فهمه ؟؟

ثالثا : قضية خطوط اليد وخطوط الطباعة الضخمة هي قضية طبيعية في عالم الكتابة من اجل الاشارة وتمييز بعض الاشياء المهمة في داخل المقالة ... فكيف فهمتَ انها تدل على تعدد الذين كتبوا الجواب اليك ؟؟!

( لذلك كان يجب ان تحمل الاخرين على عدة محامل قبل توجيه الاتهامات اليهم )

رابعا : ان اغلب مداخلاتك لغوية وشكلية بغض النظر عن تماميتها لذلك فهي تُخرج الموضوع عن غاياته وتُربك ذهنك انت قبل الاخرين مما ادى الى تشتت تركيزك

خامسا : انا رغم امتلاكي لرؤى حول ما طرحه جنابكم قد تكون كافية لاجابة طروحاتكم .. الا انني اعتبر المقالة ليست ندوة حوارية مفتوحة او مناظرة علمية ولم اطلب ذلك في مقالتي .. وانما يضع الكاتب ايميله لاستقبال ملاحظات ومقترحات قارئيه في رسالة او رسالتين لان فتح باب المناقشة الطويلة يستلزم وقتاً قد لا يمتلكه الكاتب .. ويمكن لكم طرح رؤاكم عبر مقالات ثقافية للقراء .

سادسا : ان حرية الفكر الملتزم هي التي تقود الى الاسلام .

سابعا : انتَ تتميز باسلوب القفز فوق العبارة فعند طرحي لمثال تأريخي يمكن الاستدلال به شرعا اراك تحلق عائدا نحو ميدانك الاول دون المرور بصلب المثال !!

ثامنا : اما طروحاتك فكلها تقفز فوق الواقع !! فانت الى الان لم تبين ما مدى شرعية وحلية معاملات الناس وعباداتهم في زمن غياب ( الخليفة ) وعند افتراض عدم ( الاستطاعة ) في قيام الدولة الاسلامية ؟؟ وما هي بدائلك الآنية ؟؟ وماهو التبرير الشرعي لقعود علي بن ابي طالب لسنين دون استلامه الخلافة وهو ( ولي الله ) ؟؟ وما هو التبرير الشرعي لباقي الائمة المعصومين – غير الحسين – لقعودهم عن اقامة الدولة الاسلامية ؟؟ وما هي شرعية معاملات ذلك الزمان ؟؟؟!!!

الاستاذ الكواز مع احترامي الشديد .. انتَ تعاني تداخلا مفاهيميا ولد لديك اضطراب في الطروحات .. لذلك فنصيحتي اليك هي : ( ان تقرأ كتاب (( دور الائمة في الحياة الاسلامية )) عله يُلفت نظرك الى نكات مهمة تفتح افاقا جديدة في عالمك )

علي الابراهيمي

جوابي الأولي ملاحظات بنفس تاريخ ردهم الأخير المؤرخ 18/7/2009 (المرسل إلينا من جهات متعددة) بطلب توضيح ملاحظاتنا توطئة للإجابة على ردهم بشكل مفصل ولكن لم نستلم منهم أي جواب :

بسمه تعالى وعليكم السلام وقد استلمتُ رسائل متعددة من ثلاث جهات واحدة من جهتكم وأخرىباسم الأخ علي الابراهيمي وباسم موقع حزب الفضيلة المهم لايهم ولا يهم تأخير الجواب ولكن المهم هو سهولة النقاش والحوار ووضوحه لذلك قبل الجواب على جميع نقاط جوابكم الكريم ارجو الاستجابة لملاحظاتي :

أولا أنْ يكون ردكم - ربلي - مثلما أنا عملتُ معكم لسهولة الجواب على الهواء وإلاّ اضطررت إلى استنساخها وهذا يكلفني وأنا وحيد.

وثانيا كان جوابكم بخط اليد وأنا والله تعالى يشفيكم إحدى عينيّ أصابها عطل عن قريب وبالنظارات لم أتمكن من قراءة جوابكم.

وثالثا أنكم يظهر سوف تتعبوني لأن الإسلام ليس واضحاً لديكم وأنكم تخلطونه بالعلمانية فأكون في حيرة هل أتحدد بالأحكام الشرعية والفكر والمفاهيم الإسلامية أم أدخل معكم في النقاش حول العلمانية وعلى سبيل المثال ورد في جوابكم الأخير هذا - إنني ممن يعشقون حرية الفكر - في حين لا يوجد في الإسلام مفهوم - الحرية - والموجود - الحق - ولو كانت عبارتك - إنني أعشق حق الفكر - لما احتجتَ إلى العبارة التي بعدها - بشرط التزامه - لأن في الإسلام - حقوق وواجبات - والواجبات تكفيك بشرط الالتزام ودليل ما ذهبت إليه أنا هو حديث السفينة وركابها وحق أو حرية ثقبها من قبل أحدهم وكذلك - ولاية الفقيه مفهوم علماني - ولاوجود لها في الإسلام وهي حرب على مفهوم - ولي الله - المشرعة نصاً

ونحن بانتظار استجابتكم والله تعالى من وراء القصد واسلموا لأخيكم أبو ذر
--- On Sat, 7/18/09, Asd Asd <a1980a24@yahoo.com> wrote:

جوابي الثاني المؤرخ 22/7/2009 على ردهم وجوابهم

لقد استلمنا جوابكم المؤرخ 18/7/2009 وأبدينا بعض الملاحظات وقلنا نحن بانتظار تلبيتها وحيث لحد الآن لم تحصل التلبية فإننا نبعث جوابنا على جوابكم راجياً أنْ ينال رضاكم مع التقدير :

أولاً – قولكم في جوابكم على رسالتي (وردنا الرد على مقالتكم الموسومة) (المرجع محمد اليعقوبي ... انتقالة في عالم النوع) في حين لم تعلمونا من أين جاءكم الرد وكذلك ليس عنوان مقالتي هو هذا الذي ثبتموه أعلاه لأنّ مقالتي كانت (ربلي) فأخذت نفس عنوانكم الذي كان هكذا (... انتقالة في عالم النوع) ولا أدري لماذا زدتم عليه (المرجع محمد اليعقوبي ..) والله تعالى يأمر بالأمانة والأمانات وإنّ مقالتي التي بدأت بعبارة (الأخ علي الإبراهيمي المحترم السلام عليكم وبعد :) فمن أين جاءت هذه الإضافة خاصة وأني أبتعد عن النقاش في الأشخاص حسب قول ولي الله الخليفة الرابع علي (عليكم بالأفكار والأحكام واتركوا الأشخاص) .

ثانياً – المفروض والواجب والأمانة نشر مقالة الأخ (علي الإبراهيمي) التي كانت الأساس والأصل في النقاش ومن ثم (جوابي) ومن ثم (الرد) حتى يشمل ردكم الاثنين معاً وتمكين القاريء الرجوع إليه ولا أدري ما الغاية من عدم نشر مقالة الأخ علي وسبق وقلتُ لكم من الأفضل أنْ تكون الأجوبة والردود بأسلوب (الربلي) حتى تبقى جميع الرسائل مع ثبوت تواريخها وعناوين المخاطبين وتفادي التغيير حسب المصالح لكافة الجهات

ثالثاً – الجواب على مقالتي كان مذيل باسم الأخ علي الإبراهيمي ولكن الأسلوب يُظهِر كأنّ الجواب هو من حزب الفضيلة أو قائد حزب الفضيلة ولا أدري كذلك لماذا هذا التعمد بمثل هذا الأسلوب خاصة وأنّ الجواب جاءني من جهات متعددة فلم أعرف من هو المرسل ومن هو الذي يخاطب .

رابعا – الأسطر الخمسة الأولى من جوابكم كانت بأحرف الطابعة وبعدها اختلفت الأسطر وأصبحت بكتابة (اليد) وهذا شيء غريب ويظهر هناك جهات متعددة اشتركت في الجواب ومع ذلك هذا لا يهم ولكن الذي يهم هو إنّ كتابة اليد غير واضحة ومتعبة ويصعب قراءتها والشرع يوصي بسهل التعامل وكذلك مرة أخرى رجعتم إلى حروف الطابعة ومن ثم إلى كتابة اليد .

خامساً – أجبتكم على مفهوم (الحرية) بأنه مفهوم علماني والتي وردت في عبارة ردكم (أنني ممن يعشقون حرية الفكر) ولكن المفهوم الإسلامي يجعل عبارتك تكون هكذا (أنني ممن يعشقون حق الفكر) أو (الفكر الحر) وهذه العبارات سوف تغنيك عن العبارة التي تليها (بشرط الالتزام) وولي الله الخليفة الرابع الصحابي علي قال (ما ترك الحق لي من صديق) والخليفة الثاني عمر قال (كيف استعبدتم الناس وقد ولدتهم أمهاتهم أحرار) وعضو العترة الحسين قال (إذا لم يكن عندكم دين فكونوا أحراراً) وإنّ رواية ركوب جماعة سفينة وأراد أحدهم يحدث ثقباً فيها فإذا طبقوا مفهوم الحق وأخذوا على يده نجا ونجوا وإذا طبقوا مفهوم الحرية العلماني عليه غرق وغرقوا .

سادسا – ذكرتم في فقرتكم الأولى (فقرات رسالتكم الثلاث) فكان الأحسن أخذ الفقرات واحدة واحدة خاصة وأنت مباشرة قلت (الأولى) فإذاً لماذا الجمع ابتداءً ومباشرة التفريد .

سابعاً – كيف لم تستهدف (بحث المذاهب ولم تتطرق إلى قضية المذاهب) في حين من صميم بحثكم استهدافها وتطرقتم نصاً إليها فأرجو أنْ لا يكرر عندكم مثل هذا الإنكار لأننا سوف لا نصل إلى نتيجة .

ثامناً – أنا أشكركم جدا على إكرامي ولكن صدق لو أنّ البحث لا يتطلب التطرق إلى موضوع معين فلا أتطرق إليه لا إكراما لمجاملتكم ولا لنا لأننا يجب أنْ نكون موضوعيون ولكنكم تطرقتم إليه لأنه ورد نصاً في بحثكم .

تاسعا – كذلك أنا جدا شاكراً لكم في طرحكم بالنظرة الأولى للمذاهب وهو الرأي الصحيح ونعم الرأي لأنّ (الأصل واحد والحق واحد) وبالعدل نزل وقولكم(وتعدد المذاهب هو تشتيت عقائدي وشذوذ غير شرعي) فما أحلى هذا التعبير وممتاز وعظيم لأنه تقليد لتعدد المذاهب لدى النصارى وكذلك تدليلكم (النور) المنفرد و(الظلمات) الجمع – ولكن مع الأسف ختمتموها بطسة وقع فيها لورى بالبير وتتصورون لا أحد يسمع حسه بعبارتكم (وبالتالي فالمذهب الحق واحد) أي أكدتم وجود (مذهب) على أساس واحد وهناك من سيقول (المذهب الحق واحد حسب الصحابة العدول) ففتحتم المجال ليكون هناك مذهبان ورجعنا إلى من أين جئنا في حين لا يوجد في القرآن المجيد مصدر (مذهب) للفعل (ذهب) بينما يوجد مصدر (مشرب) للفعل (شرب) .

عاشراً – نحن مسلمين وليس (واقعيون) والواقع لا يحدد سلوكنا وعلاقاتنا وإنما الأحكام والمفاهيم الإسلامية هي التي تحدد سلوكنا وعلاقاتنا – والكاتب واحد وليس عادي ولا عالي {وليكتب بينكم كاتبٌ بالعدل} واحد هو العدل والعمل الصالح وقال إنني من المسلمين .

حادي عشر – يجب عدم حشر موضوع (دولة المهدي المنتظر) بموضوع (ولاية علي) لكل وضيفتها الخاصة وتختلف عن الأخرى فالأولى (دولة) والثانية (ولاية) والأولى (حكم وسلطان) والثانية (أحكام ومفاهيم وأفكار وتوجيه ونهج) رغم إنّ الاثنين من حيث الثبوت الشرعي (ثابتة بإجماع المسلمين) ولكن (الخلاف) هو في (الدلالة) وإنّ ولي الله الخليفة الرابع الصحابي علي كان يهتم في (الثبوت) أكثر منه في (الدلالة) مثلما ربنا سبحانه حفظ القرآن المجيد عندما أوجب كتابته وإلاّ كان مصيره مصير التوراة والإنجيل – لذلك فأنه عندما كان في الكوفة قام بمناقشة الولاية جماعياً في المسجد وطلب من الحاضرين في المسجد قائلاً (من كان حاضراً حجة الوداع وسمع قول رسول الله بولايتي فليقف) فوقف الصحابة إلاّ الصحابي أنس بن مالك فالتفتَ إليه الخليفة وقال (يا أبا سنان لماذا لم تقف) فأجابه (كبرتُ ونسيتُ) فدعا الخليفة الله تعلى(أنْ ينزلَ عليه آفة لا تسترها عمته إنْ هو كان كاذباً) واستمر الخليفة في خطابه وإذا بالناس الحاضرين يتجمعون حول الصحابي أنس ويكبرون لمشاهدتهم البرص بلونه الأبيض ينزل إلى وجهه من داخل عمته) المهم فهو كان يهتم بالثبوت وأما الدلالة فهي ثابتة في الحياة الدنيا ولا يمكن إثبات الصحيح منها إلاّ بالإيمان والتقوى ولكن إذا تدخلت فجور النفس البشرية ومصلحة حب حلاوة الدنيا ومصلحة حب حلاوة مناصب السلطة فالحق ينقلب إلى الباطل والعكس لذلك فإنّ (دلالة الولاية) ثابتة في الحياة الدنيا من حجة الوداع والخيمة التي نصبت لولي الله علي بعد التنصيب ودخول الصحابة كبيرهم وصغيرهم ورجالهم ونساؤهم إلى الخيمة للإقرار بالولاية بقولهم بخ ٍ بخ ٍ لك يا علي أصبحت مولانا ومولى كل مؤمن ومؤمنة ومن قول الخليفة الثاني عمر (لا حضرني الله في معضلة إلاّ وأبو الحسن حاضرها) وغيرها من الأقوال له وللخليفة الأول الصديق والثالث عثمان في مدهم بالحلول والأحكام واللجوء إليه في أصعب وأحلك الأمور للأخذ برأيه باعتباره ولي الله والمرجع في الأحكام وكذلك من قول ولي الله الخليفة الرابع الصحابي علي إلى الصحابيين طلحة والزبير عندما طلبا منه إشراكهما بالرأي في خلافته (أني لستُ بحاجة إلى رأيكما وإذا احتجتكما لا مانع عندي من الرجوع إليكما) وهذا يدل على أنه ولي الله فعلاً ولو استجاب إليهما لأحدث ثغرة خلل في الولاية وعلى أنه جدير بمنصب الولاية الرباني – وإنّ هذا الذي أقوله موجود وثابت في جميع كتب الصحاح والكتب المعتبرة .

المهم الاقتداء بسلوكية ومنهجية ولي الله الخليفة الرابع الصحابي علي خاصة من قبل من يدعون (حبه وموالاته) وإلاّ ذهب بهم الحب والموالاة إلى غير (الحق) وأهم نقطة وقضية في حياته يجب الاقتداء بها هي (وجوب إقامة الدولة الإسلامية – حتى إذا كان هناك من يدعي أنها حلم – وتنصيب خليفة مثلما كان هو الخليفة الرابع ولا مكابرة هنا تجاه الشرع الإدعاء أنه هو الخليفة الأول ومثلما بويع ابنه الحسن الخليفة الخامس ورفضه أثناء استشهاده الوصية بالخلافة للحسن وتركها للأمة والناس تقررها بعد انتهاء الأجل – ليطبق الخليفة الإسلام والدفاع عنه وليس المراجع والفقهاء بدون دولة الإسلام) – ولا يقبل الله تعالى أيّ (تخريج عقلي) وإلاّ تحولنا إلى (العلمانية) في حين هذا علي بن الحسين الذي حضر وشاهد ذبح والده عضو العترة من الوريد إلى الوريد ورفع رأسه على الرمح ونقله من كربلاء إلى دمشق وشاهد ذبح الأطفال والرجال وحرق الخيم على النساء وسبيهم وبعد ذلك يقول في دعائه المشهور (دعاء أهل الثغور) (اللهم نسألك في دولة إسلامية تعزّ بها الإسلام وأهله وتذلّ بها الكفر وأهله) أقرأوا هذا التعبير قبل أنْ تتدعون (بحلم الدولة الإسلامية) وهذا الدعاء لا يقبل أي تخريج علماني مثل (ولاية الفقيه) وما هي العلمانية غير (صناعة الأفكار والمفاهيم بعقل الإنسان دون أنْ يكون لها أساس في الشرع) وفكرة ومفهوم(ولاية الفقيه) هي حرب على حكم ومفهوم (ولي الله) قبل أنْ تكون حرب وتشويه (الدولة الإسلامية) التي فيها عز الإسلام والمسلمين .

ثاني عشر – أجبتكم على (الكريزما) ولا داعي الرجوع إليها وهناك الكثير من يريد التمشدق وألفات نظر الناس إلى ما يكتبون فيستعملون الكلمات الغربية مثل (كومفلاج – تغطية) و(ليبرالية – تعددية) و(الراديكالية – الأصولية) ونحو ذلك في حين الحمد لله لغتنا العربية تغنينا ولا نحتاج إلى إيقاعية بيتهوفن .

ثالث عشر – ورد في فقرتكم (ثالثا) (على الساحة الشيعية) في حين بعدها تقولون (لم نتطرق إلى – المذهبية الشيعية) بينما الاعتراف بالخطأ فضيلة على اسمكم – فنقول لكم إنّ المرجعية الله تعالى إنا لله وإنا إليه راجعون (الله ورسوله وأولي الأمر) وإنّ الله ورسوله هما دلانا إلى (منصب ولي الله) وإلى (منصب العترة) وجعلاهما (مرجع ) للمسلمين و(أجتهدُ رأيي) في الأحكام أقره رسول الله الحبيب فحمد الله تعالى أنْ يكون في أمته من (يجتهد برأيه على أساس الكتاب والسنة عندما لا يجد فيهما نص صريح للحكم الشرعي مثل أقم الصلاة وخذوا الجزية) .

رابع عشر – استثنيتُ (الشهيد محمد باقر الصدر) لأنني وجدته القدير على أولاً (أجتهد رأيي) وثانياً (صاحب القضية السياسية العقائدية الإسلامية بإقامة الدولة الإسلامية لتطبيق الإسلام – لأن حكم وجوب إقامتها في أعلى درجات سلم الأحكام – بدليل لم يهدأ للرسول باله في مكة إلا بعد إقامة الدولة الإسلامية في المدينة) رغم وجود من يدعون المرجعية في حياة الصدر أمثال السيد محسن الحكيم والسيد الخوئي لأنّ برأيي هؤلاء ليس لديهم القضية أولاً وكل رسائلهم هيّ رجوع لكتب من سبقهم لاختيار أحكام وليس على أساس استنباط واجتهاد حتى ولو كانت لغيرهم في حين هو كان مرجع حتى لهؤلاء الذين يدعون المرجعية وعندي حادث معه يثبت ذلك في حين لم أعمل معه تنظيمياً ولم أجالسه إلاّ مرة واحدة بحضور شخص ثالث وقد أبح لي سراً المرحوم في هذه الجلسة بموضوع وبعد وفاة أطرافه لم يبق سراً فقال لي (البحث الذي استلمتموه من السيد الخوئي هو بحثي وبخط يدي وهو الذي كلفني به وعندما طلبتَ مني أخي محمد بحث حول نفس الموضوع فلا يجوز أنْ أضع نفس البحث المطول ولكني وضعتُ لك بحث توضيحي مختصر لذلك البحث المطول) وأما ما يقال في غير هذا المنهج الرباني والنبوي و غير هذا الاتجاه فهو كله تخريج وخلط أوراق سيئة مع أوراق صالحة .

خامس عشر – لعلمكم إنّ الجماهير الإسلامية ليست هي التي دعمت السيد الخميني في تحركه لإقامة ما يسمى الحكومة الإسلامية وليس إقامة الدولة الإسلامية وإنما الذي دعمه في تحركه الأقطاب بزعامة أمريكا وبضغطهم فكّ سبيله طاغيتهم البريطاني الذي كان في عنفوان قوته ولم يقدر في حينه إلاّ على التصريح (إذا خلقوا لي خميني أخلق لهم خمسين خميني) في حين أنه لم يقدر على خلق نصف خميني وهذا هو مصير العملاء أمرهم ليس بيدهم وأيّ واحد منهم عبد مأمور فترك طاغيتهم الخميني يذهب إلى الكويت ولكن الكويت لم تسمح له بدخولها فرجع وسافر إلى فرنسا ومثل هذا لا يمكن أنْ يسمح به طاغيتهم لولا سند الأقطاب للخميني لذلك عندما نجح انقلابه في إيران وضع الدستور والحكومة العلمانية ولو أنه وضع الدستور الإسلامي وليس العلماني وأقام الدولة الإسلامية وأصبح هو الخليفة لها اقتداءً بولي الله الخليفة الرابع الصحابي علي لقلنا أنه ابتعد عن الأقطاب ورجع إلى الله ورسوله ووليه .

سادس عشر – الله أكبر على رأيكم في هذا المقطع ((ونحن في رأينا علي بن أبي طالب رغم النص عليه في الخلافة لم يحرك ساكناً عندما تم غصب الخلافة منه وبقيّ ناصحاً للحكام وجماهير الأمة طوال سنين قعوده ولكنه قاتل على حقه بالخلافة بالسيف حينما بايعته الأمة)) ولو إنّ هذا الكلام صدر من اليهود أو النصارى لقلتم طبعاً ماذا ننتظر من الكفار أو لو صدر من جهة إسلامية تعارضكم وتخالفكم بالرأي والاجتهاد لقلتم قد خرجوا عن الإسلام وقالوا الباطل :

يا أخي ويا حزب الفضيلة ويا أخوان إنّ كلامكم هذا وتعبيركم من أخطر ما قرأته في حياتي فلا أشم منه غير العلمانية ولكن إذا وضعتم العبارات الصحيحة والصالحة وبمعيار الأفكار والمفاهيم الإسلامية يصبح من أهم الأقوال في الإسلام في تشخيص (الفتنة والبلاء) – وإليكم التصحيح :

1- تبدل العبارة (رغم النص عليه في الخلافة) بعبارة (رغم النص عليه في الولاية) وإذا كنتم تعتبرون الحديث الشريف (ويكون خليفتي بعدي) في الوليمة التي عملها لعشيرته بعد نزول الآية الكريمة {وانذر عشيرتك الأقربين} فهذا الحديث يعتبر منسوخ أولاً بحديث (الولاية) حيث (منصب الولاية) الرباني حل محل (منصب الخلافة) الدنيوي الذي يختاره عموم الناس ولكن ما يسمون بالموالين لولي الله قد عملوا على تدمير (الولاية) آخرها ببدعة ولاية الفقيه العلمانية ولم ولن يتمكنوا من إلغاء الخلفاء الثلاث الذين سبقوه وجَعْلهِ هو الخليفة الأول كمن يسعى وراء السراب وهذا هو الفرق بين الواقع الصحيح وبين السراب الخيال ومثلهم كذلك مثل الفلسطينيين دمروا دويلة التقسيم الفلسطينية سنة 1947 التي تأسست بقرار الأمم المتحدة والمعترف بها دوليا في حينه والآن يركضون وراء سراب السلطة الفلسطينية وحكومة غزة الحماسية وحكومة الضفة الفتحية – وكذلك حديث خلافة عشيرتك الأقربين نسخ بالآية الكريمة {أني جاعلٌ في الأرض خليفة} حيث وردت على العموم وعدم التسمية وكذلك آيات (الحكم) وردت على العموم {ومن لم يحكم بما أنزل الله} وكذلك بعمل الرسول الحبيب وقوله (آتوني بقلم ومحبرة) وكان بإمكان الرسول الكتابة فيما لو قدر له ربه ذلك حتى لو كان حاضراً فرعون وعاد وارم وهامان والقطب الواحد وحيث لم يكتب فليس هناك دليل على الخلافة والخلافة أصبحت وفق قدرة وقدر الله خمسة الصديق وعمر وعثمان وعلي والحسن والله تعالى قدرها مثل إرادته (السيادة للشرع والسلطان للأمة) وكذلك فإنّ ولي الله الخليفة الرابع هو الذي اختصّ بتعريف (الشورى) فقال (هي الاختيار بالرضا من قبل عموم الناس للخليفة) ولو (عرفها) غيره لما أصبحت دليل على نسخ حديث عشيرتك الأقربين الشريف وكذلك عندما صفت له وأراد الناس مبايعته ولكنه يسحب يده منهم ورفضه قبول البيعة دليل على نسخ النص .

2 - وإنّ الخلافة لم تغصب منه لأنها ليست (ملكه ولا ملك أبيه) وإنما هي ملك (الناس) وإنّ الذي يصبح عليهم حاكم بدون اختيارهم يصبح (حاكما متسلطا) وليس خليفة حتى إذا كان في ظل الدولة الإسلامية مثل حكام الملك العضوض فهم ليسوا خلفاء حتى إذا سموا أنفسهم خلفاء لأنهم لم يأخذوا بيعة الطاعة فيرجعون إلى الله تعالى وإنما يبقونها وراثة ووصية وولاية عهد وأما إذا تولى عليهم شخص في ظل الدولة الإسلامية بالتولي وليس ببيعة الانعقاد فيعتبر حاكم بالتولي ولكن إذا أخذ (بيعة الطاعة) فيصبح خليفة مثل الخليفة الأول والثاني والثالث .

3 – وكذلك تقولون (لم يحرك ساكنا ... طيلة سنين قعوده) وبنفس الوقت تقولون(معصوم) في حين برأيي لو كانت هناك (معصية) لأنكرها ولو أدى ذلك إلى قتله .

4 – وأما قولكم (فبقى ناصحاً للحكام وجماهير الأمة طيلة سنين قعوده) ويظهر من قولكم هذا ليس لكم علم ومعرفة بهذا الإنسان فريد زمانه بعد النبوة فلماذا لم تسمعوا ولم تقرأوا كيف كان يحمل المصباح لينير الطريق أمام فاطمة والحسن والحسين في الليالي وهو يغشى البيوت للقيام بمهمة (وظيفة الولاية والعترة معاً) وكان يقدم أهم ما يتبنى الخليفة من أحكام ومفاهيم وأفكار وهذه هي عصارة وظيفته الربانية ولاء الإسلام وليس ولاء حلاوة الدنيا وولاء حلاوة مناصب السلطة خاصة في ظل الاحتلال والتي قال عنها (أتفه من عطسة عنز ومن تركيع نعله ويا دنيا غري غري غيري) .

5 – قولكم (ولكن قاتل عن حقه بالخلافة بالسيف حينما بايعته الأمة) لماذا هذا التشويه لأفكار ومفاهيم ولي الله الخليفة الرابع الصحابي علي أنه لم يقاتل عن (حق شخصي) أنه قاتل عن (الدولة الإسلامية) وعن (الخلافة كنظام حكم) لذلك عندما انتهت معركة الجمل حضن ولده الحسن وقال له (يا ولدي كم تمنيتُ أنْ أكون ميتاً ولا أرى هؤلاء الصحابة جثث مقتولة في ساحة المعركة) هذا كلام ومشاعر إنسان نفذ فرض وواجب رباني وليس الدفاع عن مصالح أو عن حق شخصي .

سابع عشر – أما ما ذكرتم عن (جباية أموال الخمس والزكاة) فمن حيث (النصوص) القرآنية والأحاديث الشريفة واضحة وكذلك (عملياً) في (طرق جبايتها وأبواب صرفها) ولا تقبل أي تخريج وكذلك (عملياً) في عهد الخلفاء الخمسة مثل وضوح (الجزية) نصاً في الجباية والتوزيع فلماذا اليوم يجبون الخمس والزكاة ويتركون الجزية لأنّ في الخمس والزكاة يتمكنون من خداع الناس والناس تتمكن من خداعهم في التهرب والتحايل فالعملية تكون أصلح للطرفين من تدخل الدولة وأما في الجزية فلا مجال للخداع والتحايل ولابد من عنصر الدولة {فليعطوا الجزية عن يد وهم صاغرون} كيف صاغرون واليوم وراءهم الأقطاب وحقوق الإنسان العلمانية ومثل الجزية (الخراج والعشر وحق السائل والمحروم والناس شركاء في النفط والمعادن) كلها تحتاج إلى الدولة الإسلامية – والزكاة تصرف في ثمانية أبواب حسب النص القرآني وباب (العاملين عليها) لا يعطي غير مفهوم الدولة وكذلك باب (المؤلفة قلوبهم) لا يمكن تطبيقه إلاّ من قبل الدولة لذلك كان على الذين يزاولون جباية الزكاة تفهيم المسلمين بأنّ جابي الزكاة هو (الدولة) وإذا لا توجد دولة فيكون من (الواجب إقامتها) لكي يزكي المسلمون أنفسهم ويطهرونها وهذا هو ما فهمه الصحابي مالك بن نويرة وبسبب مفهومه بأن الزكاة تطهر النفوس وتزكيها وهذا ما كان يحصل عهد الرسول حسب رأيه ولكن عندما حصل له شك في تولي الحكم بعد النبي امتنع عن دفع الزكاة ويريد دولة تحكم وفق الشرع الحنيف وبسبب هذا العمق في الرأي وتداخله بأمور أخرى قتل واستشهد .

ويا أخي ويا أخوان اتركوا اليوم (دولة المهدي المنتظر) في موضوع التدليل بها أو جعلها قضية سياسية لأنكم تقومون بتشويه حكمها ومفهومها لأنها قبل كل شيء أنها فكر وحكم ومفهوم (غيببي) في (الظهور) ولعن الله ورسوله (الموقتين في ظهور دولة المهدي المنتظر) وعيشوا واقع عصركم {والعصر إنّ الإنسان لفي خسر إلاّ الذين آمنوا وعملوا الصالحات وتواصوا بالحق وتواصوا بالصبر} ولا مانع من الدعاء بالظهور ولكن نقتصر على الدعاء ونترك الفروض الشرعية في ظاهر عصرنا منها إقامة الدولة الإسلامية فهذا هو منتهى المعصية والآثام .

وأما موضوع الشهيد محمد باقر الصدر كان (يأخذ الزكاة وكان يتحرك بها) فنقول الحمد لله على هذه الشهادة فكان يأخذها بنية (سبيل الله) الباب الصحيح وهل هناك أفضل من إقامة الدولة الإسلامية كحكم شرعي في (سبيل الله) ومن حق من استحقت عليه الزكاة صرفها في (سبيل الله) وفي الأبواب التي يقدر عليها (الفقراء والمساكين وفي الر قاب) بينما الذين يسمون المراجع في عصرنا يجبونها ويضعونها في المصارف الأجنبية الكافرة التي تستفاد منها مثلما تستفاد دولهم من سرقة النفط وأنت انظر ماذا فعل (جواد ومجيد) أولاد الخوئي بالخمس والزكاة في لندن ومَنْ كانوا يصادقون إلاّ الملوك حسين الأردن والأمراء حسن الأردن وذهبوا إلى مصيرهم ودار حقهم ولو أن الذين يسمون المراجع استلموها وصرفوها في (سبيل الله) لإقامة الدولة الإسلامية على (أساس دعوة وفكر) وليس عنف ومقاومة مسلحة علمانية (لأقاموها فعلاً ولطبقوا الإسلام) ولكان مصير هؤلاء المراجع الجنة وليس النار لأنهم لم يعصوا الله تعالى ولم يحرفوا الإسلام .

وإنّ جميع المراجع يعرفون ويعلمون (إنّ أموال الخمس والزكاة أموال حرام وحلال) ولم تغسل ولم تنظف وعندي قصة واقعية أرويها لكم حيث مرة كنت أنا وبصحبتي أحد أبناء التجار المليارديرية وكنتُ قد كسبته للإسلام حديثا في جلسة نقاش في مدرسة الجوادين في الكاظمية مع الشهيد مهدي الحكيم ومعه المرحوم العلامة السيد مرتضى العسكري وقد مكننا الله سبحانه منهما باعتبارهما يمثلان حزب الدعوة الأمر الذي اضطر فيه السيد مهدي الخروج عن طوره فوجه كلامه إلى الشخص الغني الذي كان بصحبتي وهو يعرفه شخصيا وعائلياً (أخي فلان أنتَ والدك يحرم ويحلل في السوق واليوم تأتي لحمل الدعوة معي) فالتفت صاحبي إليّ قائلاً (يا محمد أسمعتَ ما قاله السيد مهدي) فأجبته (نعم انتهت الجلسة واحسبها عليّ ولنرحل) فأجابني صاحبي (لا إلاّ أعطيه الجواب فقال للسيد مهدي : أنا والدي في السوق يحلل ويحرم ويجمع المال الحرام ولكن يعطي لوالدك أكياس الخمس والزكاة وهي أموال حرام) فقال صاحبي (لنذهب الآن) وفعلاً قمنا ولكن العلامة السيد مرتضى قام راكضاً إلى الباب وأغلقها وقال (والله لا تخرجون إلاّ ويأتي السيد مهدي للاعتذار منكم) وفعلاً جاء السيد مهدي واعتذر وتصافحنا وخرجنا – ولكن أموال الخمس والزكاة في الدولة الإسلامية ستكون من (أموال الحلال) لأنّ السوق سوف يكون سوق إسلامي يحكمه النظام الاقتصادي الإسلامي .

هذا هو واقع المسلمين معظمه في الحرام ويندر فيه الحلال وهذه (دائرة الأوقاف) كلها في الحرام من عهد الملكية والاحتلال البريطاني ومديرها العام رؤوف الكبيسي كان يوزعها على الملكية والوصي ورؤساء الوزارات والوزراء وإلى يومنا هذا صراع على القصعة وما فصلها إلى مذهبين إلاّ لهذا السبب وأنا أتكلم عن دراية وعلم وأنّ وقف جدي (فرج الكواز) هو بهذا المصير ولم ينفع معه علم ولا نبوغ وعريضة قدمتها سنة 2004 وحتى اليوم لم يجر عليها أي إجراء أو حساب في حين في وقف جدي ما يشبه الكفر وجرائم الجنايات وليس الجنح فقط وهو وقف خيري بسيط فكيف بالأوقاف الهائلة ولكي تحصل على حقك في دائرة الوقف عليك أنْ تذل نفسك لمن ذلوا أنفسهم للاحتلال وحصلوا على الوظائف الرفيعة ويا ويلهم من نار جهنم وأنا شاهدتُ وسمعتُ في التلفاز أحد أركان الأوقاف وهو من حزبكم يقول (وظيفتي هذه نعمة من الله) وهو ولا الأركان الآخرين عندهم أيّ استعداد للمقابلة والمواجهة لأنهم لا يملكون الدراية والعلم بمهنة وظيفتهم وجعلوا مكاتبهم مكاتب أمن واستخبارات بيد المنافقين والجلاوزة المقربين لهم وأما عامة الموظفين فهم كالمثل القائل مكدي كركوك وعليجتة قديفة وليس لنا إلاّ القول قاتل الله الاحتلال الكافر وما سلط علينا آمين يا رب العالمين.

ثامن عشر – وأما ما ورد في الفقرة (رابعاً) عندكم كلها تخريجات علمانية ولو تفهمون من هو (موسى بن جعفر) لمنعتم (البكاء واللطم والطبيخ والمسيرات) لأنه عليه السلام لم يستشهد من أجل اللطم والبكاء والطبيخ والمسيرات لا هو ولا جده الحسين ولا علي وهؤلاء جميعاً لم يقوموا باللطم والبكاء والطبيخ والمسيرات على رسول الله الحبيب ولا حتى على فاطمة الزهراء ولكنهم جميعاً كان مصيرهم من أجل مصير قضيتهم السياسية العقائدية الإسلامية وهي الدولة الإسلامية والتحرر من المحتل الغازي المعتدي في عقر دارنا اليوم .

تاسع عشر – أما قانون الأحزاب رقم 1 لسنة1960 فأنا لم أقل أنه قانون إسلامي رغم إن الإسلام قد ذكر (الحزب) و(الأحزاب) في قرآنه المجيد وسمى سورة باسم (سورة الأحزاب) لم يسبقه أحد من العالمين والقانون هو قانون انقلاب 14 تموز العلماني من قبل المحتل الأمريكي في حينه ولكن الذي أعنيه لماذا عملكم وعمل الآخرين مثل القائلين (قجغ) فعلوه قبل أنْ يفعله المحتل الأمريكي واجعلوا الاحتلال هو الذي يركض وراءكم لا أنتم تركضون وراءه خاصة والاحتلال في بلاده قانون أحزاب مُفعل ومثلما الجميع ركض وراء المحتل في الدستور وهو من وضعه وجعل يونايدم كنا يضع مقدمة مواده في حين قبل عمل المحتل وقبل تعاون يونايدم كنا مع أمريكا في وضع الدستور سافرت أنا إلى المرجع السيد السستاني وطلبتُ منه وضع الدستور قبل الاحتلال ولكنه مع ولده محمد رضا أتعبوني ولفلفوا طلبي وجعلوه في خبر كان ولي معهم موعد يوم الحساب .

عشرون – وأما موضوع (الحلم وإقامة الدولة الإسلامية) فكان واضح كل الوضوح ولا تنفع معه التخريجات ولا داعي لتكرار الموضوع .

وأما موضوع (النخبة) فنحن قدوتنا رسول الله الحبيب في عدد نخبته ونوعية نخبته وما قاموا وما أنجزوا من أعمال هزت الجبال الرواسي .

واسلموا بصحة وعافية وحيوية الأبطال لأخيكم المخلص :

المحامي محمد سليم الكواز – مؤلف كتاب الشورى

30/7/1430 - 22/7/2009

من أخبار إذاعة دولة الشورى الإسلامية

اذاعة دولة الشورى http://www.alethaah.blogspot.com

لم نستلم جواب لملاحظاتنا ولكننا استلمنا جوابهم وردهم المفصل المؤرخ 25/7/2009 التالي :

الاستاذ الفاضل

محمد سليم الكواز

سدد الله خطاكم

السلام عليكم ورحمة الله

اعتذر بدءا عن تأخري في جواب رسالتكم لاسباب تتعلق بخدمة الشبكة لدي

احيطكم علما قبل الدخول في صلب الجواب انني ممن يعشقون حرية الفكر – بشرط التزامه - وتبادل الاراء وتواصل الابحاث بين جميع البشرية للرقي بالانسانية وتحرير العقل من قيود القوالب الجاهزة .. لذلك ستجد رسالتكم اهتماما واحتراما من قبلي – لا شك - .

استاذي الفاضل :

اولا : ان ما ذكره جنابكم الكريم في فقرات رسالتكم الثلاث الاولى لم يكن مما ذكرته انا – بالنص – في مقالتي ولم يكن في دائرة اهتمامات المقالة , حيث لم اتطرق الى قضية المذاهب ولم استهدف بحثها .

لكن اكراما لقلمكم الكريم ساجيب ملاحظاتكم الثلاث الاولى تماشيا مع طرحكم :

ان النظر لقضية المذاهب يتم عبر زاويتين او قناعتين :

- في النظرة الاولى من حيث حقيقتها وصحة معتقداتها او عدم صحتها .. ومن هذه الناحية او الزاوية فانا اتفق مع طرحكم 100% عندما رفضتم شرعيتها لان الاصل واحد والحق واحد ولا يمكن تعدده وبالتالي فتعدد المذاهب هو تشتت عقائدي وشذوذ غير شرعي , وما يؤيد هذا الرأي هو الطرح القرآني عندما ذكر لفظة ( النور ) مفردة لنقاوة اصلها وثبوت وحدتها واستحالة تعددها بينما ذكر لفظة ( الظلمات ) متعددة لتشتت مناشئها وتضاد توجهاتها , وبالتالي فالمذهب الحق واحد وهو ما يستند بمصدره للنور المحمدي .

- النظرة الثانية لقضية المذاهب من زاوية الواقع والوجود على الارض والتأثير التأريخي وهي الزاوية التي ينطلق منها الكاتب العادي لانه يروم معالجة الواقع وتشعباته الاجتماعية ودوره الاعلامي والادبي لا يرتقي الى دور المصلح العالمي المعصوم , اما اذا قلتَ : ان ذلك قبول بالامر الواقع الخاطئ .. فاقول : كلا .. لان مهمة الكاتب مناقشة مشاكل الواقع ومهمة المصلح تغييره .

ومن هنا نقول ان ولاية علي عليه السلام بناءا على مبناكم ثابتة ولكنها لم تنبسط واقعا وحينها يسير الكاتب باتجاه مناقشة ما جرى بعد ذلك في المجتمع , ويسير المصلح باتجاه الدفاع عن منهج علي وفي نفس الوقت ايجاد البديل الشرعي المناسب لولاية المعصوم بعد غيبته استنادا لمبدأ حفظ النظام العام وحاكمية الفقهاء فكانت قضية ( ولاية الفقيه ) البديل الانسب للنص الشرعي والحراك الاجتماعي .

ثانيا : الكاريزما مصطلح يستخدمه الكاتب للتعبير احيانا عن شخص له رمزية معينة لدى مجموعة من الناس ولكنها رمزية تداخل فيها البعد العاطفي اكثر من بقية الابعاد , وقد يقوم البعض من محبي هذه الشخصية بنسج القصص والاساطير حول هذه الشخصية مع مرور الوقت في حين ان الكثير جدا من الكاريزمات فارغة واقعا !

اما استخدامي للمصطلح فهو ناتج من اعتياد القراء عليه ولانه جامع للمعنى وله ايقاعية تفي بالمطلوب .

ثالثا : ان انتقادي لنمط من المرجعية بعد تقسيمي لها على مدرستين قائم على اسس للتقييم – ذكرتها في المقالة – وبالتالي فلم يكن عشوائيا او حماسيا .

انا انطلقت في ذلك التقييم من خلال بيان الهدف الاول لوجود المرجعية الدينية و ماهية وظائفها ومن ثم عرضت تأريخ الاسماء الموجودة على الساحة الشيعية على هذه الاهداف ومدى التزامها بوظائفها فنتج عندي عدة اتجاهات تتناسب مع حقيقة دور المرجعية بنسب مختلفة وبحسب مقدار البعد والقرب من اسس التقييم .

اما استثنائك للسيد الشهيد محمد باقر الصدر وادخالك البقية في المدرسة التقليدية فهو غريب ! لان الاساس لتمييز المرجع التقليدي من الاصلاحي ليست هي دعواه لاقامة الدولة الاسلامية فهم جميعا يدعون الى ذلك سواءا بالتصريح او بالتلميح بل ان كل مرجع حينما يكتب رسالة عملية فهو يدعو الى الالتزام بالاحكام الاسلامية والتي هي اساس التعايش في الدولة الاسلامية ولكنَ المهم في تمييز المرجع هو مقدار تحركه الاجتماعي والتغييري لصالح الدولة الاسلامية , والمرجع لا يملك حق اقامة الدولة الاسلامية ابتداءا وانما يعتمد في تحركه على مقدار دعم الجماهير الاسلامية له ومنهم يستمد شرعية تحركه ولهذا التزم جميع الدعاة لمبدأ ولاية الفقيه بضرورة تأييد الامة للولي لتتحقق له الشرعية لان الناس اولياء على انفسهم لاسيما في غيبة المعصوم ولاسلطان لاحد عليهم سواءا كان مرجعا ام لا .

ونحن رأينا علي بن ابي طالب رغم النص عليه في الخلافة لم يحرك ساكنا عندما تم غصب الخلافة منه وبقي ناصحا للحكام وجماهير الامة طوال سني قعوده ولكنه قاتل على حقه بالخلافة بالسيف حينما بايعته الامة .

ومسألة اخذ البعض من كتب غيره هي مسألة طبيعية لان التواصل الفكري التأريخي قائم على ذلك ولكن المهم هو الناتج الذي يخرج به المرجع بعد اخذه من تلك الكتب باستخدام عقله هو .

اما جباية الاموال من الخمس والزكاة فهي من حفظت استقلالية علماء المذهب عن سلطان الحكام وساعدت الى نحو ما في دعم الشيعة , وجباية المراجع لها ليس لولايتهم عليها بل باعتبارهم – افتراضا اوليا – من الثقاة الذين يعلمون موارد صرفها بحكم اجتهادهم , والمهم هو كيفية صرفها ومدى نظاميته وانتاجيته وهو ما يختلف المراجع في الاتيان به , ولولا هذه الاموال لم يسع للسيد محمد باقر الصدر التحرك كما ذكرت انت , ولم اسمع بنص شرعي – حسب علمي – يمنع دفع الحقوق الشرعية في زمن الغيبة او يشترط وجود دولة اسلامية لجبايتها ؟ بل الدليل على خلافه اتم حيث جباها المعصومون وهم لم يقيموا الدولة الاسلامية ودعا خاتمهم الى دفعها .

رابعا : ان تحرك المراجع سياسيا من اساسيات عملهم لانهم خلفاء دور المعصوم وبذلك فهم يستمدون الية تحركهم من سيرة المعصوم ومن هنا كان دفعهم لبعض المؤمنين للمشاركة في العملية السياسية استنقاذا للحقوق ودفع حجة المحتل بغياب البديل عن وجوده , اما الحكومة والبرلمان وغيرها من مفردات السياسة اليوم هي ناتجة من تصويت الناخب العراقي ولايمكن حينها الادعاء بسلطان الاحتلال عليها بل ان نفوذ المحتل ينتج من عمالة بعض ممثلي الشعب لا اكثر وكذلك سكوت بعض قادة الشعب الدينيين وهذا جزء من هدف المقالة , فلا يمكن واقعا لمرجع واحد القيام بالدور المطلوب لتصحيح مسار الامة اذا لم يقف معه باقي المراجع باعتبار عودة الناس الى قيادات دينية متعددة .

ان دفع الامام موسى الكاظم لبعض اصحابه للمشاركة في الحكم العباسي – رغم ظلمه – يُعد اساسا شرعيا لمبدأ استنقاذ الحقوق وقضاء حوائج الناس .

وما قانون الاحزاب لسنة 1960 الذي ذكرته الا ناتجا لوجودات الاحتلال قبله – وانا هنا لا انتقده – ونتيجة لعقول لا اسلامية ايضا فما الفرق ؟!

خامسا : انا لم انتقد حلم الدولة الاسلامية بل انتقدت الافراط في هذا الحلم ونسيان الواقع وترك الامة تموج في الفتن والضياع والجوع عند العجز عن تحقيق ذلك الحلم بسبب قوة وشراسة وحجم الاعداء الخارجيين والداخليين .

ان تحقق الدولة الاسلامية يستلزم وجود جيل قادر على تحقيقها والاهم ان يكون قادرا على ادامتها , وهذا هو ملخص موقف الامام جعفر الصادق عندما جاءه ابو مسلم الخراساني يدعوه لتولي الحكم ويخبره بوجود اكثر من مئة الف سيف له في خراسان واكثر من ثلاثين الفا في الكوفة وهو عدد ضخم في ذلك الحين الا ان الامام رفض تولي الحكم – وهو حقه - واوضح لابي مسلم سبب الرفض من خلال ادخاله لاحد اصحابه في تنور مسجور كما تذكرالرواية ليُري ابا مسلم محور تحرك المعصوم وهو مقدار طاعة الامة له والتزامها باسلامها الحق , وهذا هو معنى ( صناعة النخبة ) .

( حاولت الاختصار وضغط الجواب قدر الامكان )

تحياتي وسلامي

لجنابكم الكريم

علي الابراهيمي

وبنفس تاريخ جواب علي الإبراهيمي 25/7/2009 أرسلنا جوابنا المفصل وكان الجواب الأخير لعدم استلامنا أية رسالة منهم حول بحث (المرجعية – إنتقالة في علم النوع)

بسم الله الرحمن الرحيم

الأخ العزيز علي الإبراهيمي المحترم

سلام الأخوة وتحية الأحباب وبعد :

لقد استلمتُ جوابكم المؤرخ 25/7/2009 على ردي المؤرخ 22/7/2009 (ربلي) لجميع فقراته العشرين بثمان فقرات منكم مختصرة ومشوشة وكان بإمكانك تأخير الجواب لمدة أطول ليكون جوابك منسجما مع بعضه ومستوفياً لجميع فقرات ردي العشرين وكذلك نقول هذا لا يهم لو كان جوابكم يغطي المفاهيم المهمة .

ولكن من قراءتي لجوابكم الأخير وطلبكم مني الرجوع لقراءة الدر الثمين كتاب (دور الأئمة في الحياة الإسلامية) هو دليل على عدم مقدرتكم على استمرار النقاش والحوار وعلى الإجابة على أسئلتنا واستفساراتنا وما نطرحه من فكر وقبلكم سابقاً دخلتُ في نقاش مع أحد المراجع وعندما أراد الهزيمة طلب مني الرجوع لقراءة كتاب (المراجعات) فهذا يدل بالإضافة على عدم المقدرة على الجواب لأسباب منها لم تكن حمل الدعوة الإسلامية تهمكما ويدل كذلك على عدم استيعابكما المفاهيم والأفكار والأحكام الإسلامية وكذلك نقول هذا لا يهم لأنه لا يوجد من يلم بعلم الأولين والآخرين ولكن كان عليكم قراءة كتاب (دور الأئمة ...) وقراءة كتاب (المراجعات) ومن ثم الإجابة بالاقتباس منهما والجواب على كل الردود والاستفسارات وأما طلب الرجوع إلى قراءة هذه الكتب فهذا دليل هزيمة وإفلاس ومع ذلك سوف أجيبك ما مكنني الله تعالى على أهم ما ورد في جوابك الأخير 25/7 وقد يكون جوابي هذا هو (الجواب الأخير) معكم لعدم الرجاء منكم بأية نتيجة من خلال الأساليب التي استعملتموها معنا ولنجعل للعلاقة حدودها المحترمة خاصة في أسلوب الإرسال وأسلوب الكتابة وأسلوب العناوين وأسلوب الإنكار واللف والدوران والتهرب وعدم الاعتراف بالخطأ من أجل حلاوة الدنيا والسلطة :

1 – تداخل المفاهيم لديّ وضبابية الأجواء التي أعيشها حسب رأيك إذا صُحّ فهذا هو قضاء الله تعالى وقدره وما دام أخي المسلم قد شخص المرض عندي كان عليه بذل الجهد لتصحيح الأخطاء من باب الاهتمام بأمر المسلمين .

2- للمرة الثانية أقول لا تجوز المسايرة والمجاملة وعلينا بالموضعية والحق والعدل .

3 – أنت تقول (ولي الله الخليفة الرابع الصحابي علي هو الخليفة الأول على مبنانا ومبناك) عجيب أمرك هو على مبناك وليس مبناي وإنّ الذي يقول هو (الخليفة الأول) عليه أنْ يكذب الواقع وتقديم الأدلة .

4 – وتقول (هذا دليل على مدى ضبابية زاوية الرؤية لديك واختلاط الأفكار هو التناقض) فأنا أثبَتُ ما فيه الكفاية بأنه هو (الخليفة الرابع) وقبوله أنْ يكون (الخليفة الرابع) وأما رؤيتك فهي السراب والضباب وخلاف الواقع الحق والعدل – وأنا أثبتُ أنه هو (الخليفة الرابع) باعتباري مسلم أريد الدخول إلى الجنة والابتعاد عن النار – ولم أقل أنا (متخصص) ولا يوجد غيري بعد (الرسول والولي والعترة) من (المتخصصين) لأنّ (الاجتهاد) ليس تخصص لأنه قد يكون بقال بائع تمر وهو مجتهد وقد يكون طبيب وهو مجتهد والاجتهاد هو علم ومع ذلك فإنّ (إنتاج المجتهد يقبل الصحيح والخطأ) ولا يقدر أحد على البت في الصحيح والخطأ إلاّ رب العالمين يوم الحساب يعطي أجر واحد للاجتهاد الخطأ وأجرين للاجتهاد الصحيح .

5 – أنك أوضحتَ الملابسات التي حصلت عندكم وسبب عشوائية الجواب ومع ذلك فأنا غير مقتنع بهذا التوضيح .

6 – أنك طلبتَ مني الرجوع إلى رابطك (أوراق) فنقرتُ عليه فوجدت فيه العجب العجاب فأصبحتُ أنا أسأل مع من أنا أتحاور هل مع أحد نخبة (حزب الفضيلة) أم مع تافهي حزب البعث فوجدتُ الجاهل المتخلف العميل البريطاني أولا أيام بداية حزب البعث وثم ينقلب ويركب القطار الأمريكي ثانياً ولكنك جعلتَ أنت منه (علم من أعلام الفكر) وأنا لم أجد في البعث غير الجهل والتخلف وباعتراف قائدهم المؤسس يقول نحن لا نملك عقيدة جديدة ولا فكر جديد وإنما نأخذ ما موجود في الغرب أو الشرق الذي نراه صحيحاً ويخدم مصالحنا فهو لقيط وأنت تجعل منه علم الأعلام في حين أنا قلتُ لأحد أعضاء هذا الحزب في بداية وجودهم ويوم نزل كتيب في سبيل البعث ويوم اتفق عفلق وأكرم الحوراني (أخي أنك من عائلة مخلصة وشريفة وهذا الحزب رأسمالي النزعة رغم ادعائه الاشتراكية فهو عميل للغرب فلا يجمع إلاّ مجرمي الأخلاق وأما الطيبون فسوف يكونوا ضحايا مجرمي الحزب وسوف تقتل على أيديهم أو تصبح مجرماً مثلهم) وتقلبت الأمور وأصبح أحد قيادي الحزب ومن ثم تركهم وصار مع القوميين وفي الأيام الأخيرة أي قبل أن يقتلوه والذي حصل قبل سنتين أو ثلاث قال لي (أخي محمد أنا بدأتُ أصلي ويا أخي هذا الحزب جريمة أن يحاكموا قادته ولو كنتُ أنا القاضي لأصدرتُ قرارا بوضع جميع قادة الحزب الذين تعاونوا مع طاغيتهم من البداية إلى النهاية في حاويات سيارات كبيرة وأطلب السير بهم من الشمال إلى الجنوب ومن الغرب إلى الشرق وأطلب من الناس البصاق عليهم ولا أوقف السيارات إلاّ ويموت آخر واحد منهم بالبصاق) هذا رأي من كان بعثياً وأنت تأتي وتقول (علم من أعلام الفكر) فلا أدري من أين يأتيهم النبوغ ليكونوا علم الأعلام أما وأنهم وقد بلغ بهم العمر عتيا فلابد من أنْ يستمرون على جهلهم وعمالتهم ولابد للاستعمار والمحتل أنْ يهيأ لهم المكاتب والاستديو والقنوات الفضائية مثل محمد حسنين هيكل ورواتب جزاء ما خدموا ورواتب اللجوء السياسي - وقد ظهر لي ومن خلال كتاباتك حتى في ردك على أجوبتي والأهم قولك (طوال سنين قعود ولي الله على) المغالطة الكبرى والطعن الأكبر في هذه الشخصية الربانية أنك كنت متأثراً بكتيب أو قصاصات ورق جُمعتْ من مستنقعات الفكر الضحل أراد الاحتلال أنْ يجعلها كتاباً فلم يفلح (عمر والتشيع وثنائية القطيعة والمشاركة) عنوان يضم كلمات نشاز وغير واقعية وليس لها من الحقيقة شيء وليس فيها غير الطعون بالإسلام وأعلامه وقادته وكله تدني ومغالطات وما كان يقال في الدرابين والشوارع والمقاهي العفنة والبيوت المتخلفة التي كان الاحتلال الاستعماري يستخدمها للحفاظ على جريمته الكبرى في الغزو والاحتلال .

وأحلفك بربك الكريم (أين هو التشيع أيام الخليفة الثاني عمر) أين هو الجهل والتخلف أين هو افتراء قطاع الطرق في حين كان الموجود كله (إسلام ومسلمين) مثلما كان (يعقوب وابنه يوسف وأخوته من عائلة واحدة رغم كل ما حصل) لقد جاء إعرابي إلى المسجد النبوي ليسأل عن حكم شرعي فتوجه إلى كرسي الخليفة ليسأل الخليفة (فأجابه الخليفة الثاني عمر اذهب إلى ذلك الرجل الذي يجلس قرب الحائط واسأله سؤالك وأشار بيده باتجاه ولي الله علي فقال الإعرابي للخليفة تقصد الرجل الأصلع فاحتدّ الخليفة عمر وقال للإعرابي : صه أنه سيدك وسيدنا) في حين أنتَ تجعل من تلفيق جاهل (علم من أعلام الفكر) إذن فلتحصل المصالحة مع البعثيين وليرجعوا إلى الحكم مع الاحتلال ما دام عندهم أعلام وفكر في حين إنّ طاغيتهم قام وبتأييد القائد المؤسس الذي سموه أبو أحمد بتصفية كل من يجد فيه احتمال الإخلاص والتفكير .

7 – فقرتكم (رابعاً) هي ضرب بالحجارة والحجر بدل الفكر ومع ذلك لم تصلوا بعد إلى ما وصل إليه أهل الطائف في موقفهم من رسول الله الحبيب – وأما الفقرة (خامساً) ليس فيها إلاّ الهروب .

8 – فقرتك السادسة تقول (الحرية) فأنك تصر العمل مع العلمانية وإذا تدعي إسلاميتها فأنك لم تثبت ذلك وانتظر يوم الحساب .

9 – هل في زمن غياب (الخليفة) (عدم وجود خليفة) نزل قرآن جديد وسنة نبوية جديدة – وأما (الاستطاعة وعدم الاستطاعة) فيتحكم فيها قوله تعالى {قل اعملوا فسيرى الله عملكم} .

ويا أخي عليك أنْ تفرق بين منصبين منصب إلهي (ولي الله) ومنصب دنيوي (الخليفة) الذي تختار له الأمة ولكل منصب وقته ومناطه مثل الصوم له وقته وحكمه والصلاة لها وقتها وحكمها والاثنين عبادة والمهدي المنتظر لا يكون خليفة لدولة المهدي بالوراثة وإنما بالشورى تختاره الأمة بالرضا – ومن الذي قعد وهو من آل البيت صدقا وعدلاً وتستثني منهم الحسين هل قعد ابنه علي السجاد ومشهور بدعاء أهل الثغور (اللهم نسألك في دولة إسلامية تعز بها الإسلام وأهله وتذل بها الكفر وأهله) وهل قعد (زيد) أم (موسى بن جعفر) أم (علي بن موسى الرضا) وبعدهم الكثير ومنهم الشهيد محمد باقر الصدر واخته العلوية بنت الهدى .

10 – أحسن من أنْ تنصحني بقراءة كتاب عليك أنْ تدلني على طبيب نفساني يعالج تداخلات مفاهيمي وإذا طلبتَ مني عنواني لتصطحب طبيب نفساني وعلى حسابك الخاص تكون مأجورا عند الله تعالى إنْ كنت أصبتَ الحقيقة والحق والعدل – وأسلم بألف عافية وصحة لأخيك المحامي محمد سليم الكواز – مؤلف كتاب الشورى 25/7/2009

من أخبار إذاعة دولة الشورى الإسلامية

اذاعة دولة الشورى http://www.alethaah.blogspot.com

إرسال طارئ

Flag this message

Re: إرسال طاريْ لجواب من علي الابراهيمي الى الاستاذ الكواز .. بنسختين واحدة للاستاذ الكواز واخرى لموقع حزب الفضيلة

Sunday, July 26, 2009 9:21 AM

From:

This sender is DomainKeys verified

View contact details

To:

"علي الابراهيمي" <a1980a24@gmail.com>

Cc:

alshura_alkawaz@yahoo.com

بعد إرسال جوابي إليك أخذت أتطلع في بحث كوكل عن اسمي المحامي محمد سليم الكواز فوجدتُ فقرة مقتبسة من كتابي الشورى الذي ألفته سنة 2001 ولا أدري لماذا هذا الاقتباس من قبل كوكل المهم وجدتها لها علاقة ببحثك فارسلها إليك لتوضيح نقطة مهمة في نقاشنا 26مع التقدير/7/2009

17 يونيو، 2009

الفرع الرابع عشر

أصحاب حركات التسلط و تولي الحكم ( تائهون جاهلون زرعوا الفتن و الفجور )

و أهل العترةيركن إليهم المؤمنون و يفيىء الغالي بهم و يلحقهم التالي

إنّ واقع ( أهل العترة – أهل البيت ) قد ( شقوا أمواج الفتن بسفن النجاة ) بدعوتهم (الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر ) – و لكن أكثر ( الحركات ) باطنها و حقيقتها ( حركات تسلط و تولي الحكم – تحت شعار الإسلام و دعوة أهل البيت – كذباً و بهتاناً – و هذا ما نلاحظه حتى يومنا الحاضر ) ( للدعاية و الإعلان ) أمام عموم الناس – و هذا هو ما أشار إليه ( ولي الله الصحابي علي ) و نبه الناس عن تلك - الحركات – حيث قال (( منهم أطاع الشيطان فسلكوا مسلكه و وردوا مناهله – تائهون حائرون جاهلون مفتونون – زرعوا الفجور و سقوه الغرور و حصدوا الثبور – و هم لا يقاسوا بآل محمد صلى الله عليه و آله الذين هم أساس الدين و عماد اليقين و بهم يلحق التالي و لهم خصائصُ حَقّ ِ الولاية - و فيهم الوصية و الوراثة )) - فالصحابي علي هو الصحابي الوحيد الذي أدلى بدلوه في ( الحركات السياسية ) و عنده ( العلم الغيبي ) – طبعاً عن طريق رسول الله الحبيب – بأنّ هذه ( الحركات ) سوف تستغل ( اسم آل البيت و التضحيات التي قدموها ) لذلك فقد بيّنَ و حدد الخيط الأبيض من الخيط الأسود – الذي يفصل بين ( آل محمد ) و بين ( الحركات ) و حذر الناس منها .

و هناك حوار و أسئلة و نقاش قد حصل لولي الله الصحابي علي مع الحبيب محمد رسول الله – و قد لخصه لنا الولي و الخليفة و الصحابي علي – بقوله :

(( إني سألتُ رسول الله صلى الله عليه و آله – لماذا يا رسول الله قد أنزل الله تعالى الآية الكريمة { أحسبَ الناسُ أنْ يُتركوا أنْ يقولوا آمنا و هم لا يفتنون } – و أنا كنتُ أعلمُ - إنّ الفتنة لا تنزل بنا و رسول الله بين أظهرنا – فقلتُ يا رسول الله – ما هذه الفتنة التي وردت في هذه الآية الكريمة و التي أخبرك الله تعالى بها – فقال رسول الله < يا علي إنّ أمتي سيفتنون من بعدي – بأموالهم و يَمنون بدينهم على ربهم و يتمنون رحمته و يأمنون سطوَتهُ و يستحلون حرامَهُ بالشبهات الكاذبة و الأهواء الساهية – فيستحلون الخمرَ بالنبيذ و السُحتَ بالهدية و الربا بالبيع > فقلتُ يا رسول الله بأي ِ المنازل أنزلهم عند ذلك أ بمنزلةِ ردة ٍ أم بمنزلة فتنةٍ – فقال رسول الله < بل بمنزلةِ فتنةٍ > )) و هذا سيحصل في زمن الصحابة كذلك و سيعيشه الولي و الصحابي علي – لأنه قال ( بأي المنازل أنزلهم عند ذلك ) .

و بعد وفاة رسول الله الحبيب جاء – للصحابي علي - كلٌ من ( الصحابيين ) – (عمه العباس ) الذي نسبت إليه ( الدولة العباسية ) و معه ( أبو سفيان الأموي ) الذي نسبت إلى عشيرته ( الدولة الأموية ) و ليس ( الدولة الإسلامية – المحمدية ) جاءا سويةً إليه و طلبا منه ( أنْ يقبل مبايعتهما له بالخلافة ) وكان - مشغول – بغسل و تكفين رسول الله الحبيب – فقال لهما – الصحابي علي (( أيها الناس شقوا أمواج الفتن بسفن النجاة- و اتركوا طريق المنافرة والفرقة - و إنّ طلبكم هذا مثل مجتني الثمرة لغير وقتِ إيناعها و كالزارع في أرض غيره )) وكأنما ( ولي الله ) قد قرأ في مجيئهم المستقبل ( الدولة الأموية و الدولة العباسية ) التي ضاعفت كل منهما ( الفتن ) و ( الفرقة ) و ( المنافرة ) و قد ( رفض ) قبول ( البيعة ) منهما (رغم إنهما يمثلان أهل الحل والعقد عند بعض الفقهاء ) و لكن رفضه لأنهما ( لا يمثلان - عموم الناس – وإنّ عموم الناس ركن أساسي في – عقد البيعة – لأنّ – الشورى – هي – الاختيار و الرضا – و هي ركن عقد البيعة ) و إنّ الله تعالى يقول { و أمرهم شورى بينهم ) و إنّ الذي يقصده الله سبحانه هم ( الناس – الذين منحهم – حق السلطان و الذين يختارون بالرضا شخص يتولى أمرهم بموجب هذا الحق الذي منحه الله تعالى للعالمين – و ليس للصحابة فقط ) – و إنّ عدم اتباع الطريق الصحيح معناه هو – تعطيل للحكم الشرعي – و هذا يؤدي قطعاً إلى ( الفتن والفرقة و الانحطاط و التأخر ) حسب قوله تعالى { ومن أعرض عن ذكري فإنّ له معيشةً ضنكا ونحشره يوم القيامة أعمى . قال ربي لم حشرتني أعمى و قد كنتُ بصيراً . قال كذلك أتتك آياتنا فنسيتَها و كذلك اليوم تُنسى } – و كم كان المسلمون – يرجون الله سبحانه – أنْ يكون طريق (الصحابة – في السقيفة ) هو طريق ( الشورى ) .

و لو أراد ( ولي الله الصحابي علي ) ( وجاهة الحياة الدنيا ) و تفضيلها على (تطبيق) ( ما أنزل الله – الأحكام الشرعية ) لقبل ببيعة ( العباس و أبي سفيان ) على ( حساب الشورى ) وهما من كبار و قادة أكبر و أقوى و أهم ( عشيرتين ) في ( قريش – بني هاشم و بني أمية – وبيدهما قيادة مكة ) و لأصبح ( الخليفة الأول ) قبل أن يكون ( أبو بكر الصديق – خليفة ) بالإضافة إلى ( ماضي و خلفية واقع – الصحابي علي – بدليل إنّ الذين أكبر سناً منه جاؤا لمبايعته ) – و لو قبل – الصحابي علي – منهما – البيعة – لأصبح هو ( مرجع و مصدر – الفتن و الفرقة – و يكون السبب في إبعاد أحكام الشرع الإسلامي عن التطبيق و في مقدمتها – الشورى – و تعطيلها ) و يكون قد ( فضل ) أفكار ( القومية و القبلية و العشائرية ) على أحكام و أنظمة العقيدة و المبدأ – و أخيراً ( لفضل الحياة الدنيا على الآخرة ) – و لكن هيهات أنْ يحصل ذلك ( لأنّ الصحابي علي – هو – ولي الله – و ولي أحكامه – و مكلف بمهمة أهل العترة – أهل البيت – إنْ تمسكتم بهم – القرآن و السنة و العترة – لن تضلوا بعدي ) و هو من ( غير المغضوب عليهم و لا الضالين ) وإنّ قوله عن ( بعض الحركات – منهم أطاع الشيطان ) يدخل في هذا الباب الشرعي .