بدأ العمل السياسي مستقلا في نهاية الاربعينيات وبداية الخمسينيات ولحد اليوم.وأما عمله التنظيمي فكان مرة واحدة في حياته مع (حزب التحرير) من سنة 1955 لغاية سجنه في سنة 1962 فأصبح عضوا في الحزب واستلم عدة مسؤوليات آخرها رئيس محلية بغداد و (مسؤول أسلوب النصرة الجديد) وبسببه تم إلقاء القبض عليه وسجنه وبالإضافة إلى مسؤولياته هذه كان هو الذي يقوم بأعمال الطبع والاستنساخ والنشر لوجود كافة (أجهزة الطبع) في داره ويقوم بالمهمة حتى عند وجودها في مكان آخر ولم يتلق من الحزب أي راتب أو أجر وكانت معيشته وعائلته على راتب وظيفته الذي يصرف جزءً منه على أعماله الحزبية كذلك.وبسجنه قامت الدولة بفصله من الوظيفة فأصبح عرضة للفاقة والحرمان ولم يقدم أو يعرض الحزب عليه أية مساعدة مالية إلى أن أٌعيد ثانية إلى الوظيفة.وإن اسباب تركه العمل مع حزب التحرير كثيرة أهمها الخلافات الفكرية والتنظيمية وبسبب المذهبية لأنه رغم أن عائلته جعفرية المذهب ولكنه كان لايؤمن بالمذهبية لأعتقاده عدم وجودها في الإسلام والموجود في الإسلام (أجتهدُ رأيي - لاستخراج الأحكام وللتعددية) وأن عمله مع حزب التحرير الذي يؤمن بالمذهبية وقيادته تؤمن بالمذهب الشافعي أكبر دليل على ذلك فلم يوفق بجعل الحزب (إسلامي) وغير مذهبي رغم أنه قد اقنع القيادة في حينها أدخال عبارة (الصلاة على آل محمد) في أدبيات ونشرات الحزب لأنها وجوبية شرعا ولكن بعد تركه العمل مع الحزب رجع الحزب إلى ما كان عليه سابقا وترك عبارة الصلاة على آله مثل عامة أهل السنة رغم أن الفقيه الشافعي يقول (من لم يصلِ عليكم لا صلاة له).وأن جميع الأحزاب والحركات العاملة في العراق قد دعوهُ للعمل معهم قبل وبعد عمله مع حزب التحرير فلم يستجب لهم ولم يقتنع بدعوتهم ومن ضمن الأحزاب والحركات تلك (حزب الاستقلال والأخوان المسلمين والشيوعيين والبعثيين وحزب الدعوة) بسبب لأن جميعها منحازة أما إلى عقيدة وفكر فاسد أو إلى المذهبية أو عدم ايمانها (بالقضية السياسية العقائدية الاسلامية) عدا حزبي التحرير والدعوة فلديهما القضية السياسية بإقامة الدولة الإسلامية لتطبيق الإسلام ولكن تسيطر عليهما المذهبية و (السنة والشيعة).وهو الآن يعمل مستقلا لعدم مقدرته على تشكيل حزب لعدم أمتلاكه الاموال الخيرة والنظيفة كما ملكها رسول الله الحبيب (خيرُ مالٍ صُرفَ في سبيل الله مالُ خديجة) وعدم وجود الحزب الذي لديه القضية السياسية العقائدية وليس لديه مفاهيم مذهبية أو فاسدة لذلك فضل العمل المستقل على أساس (الكلمة الطيبة - واجبة وصدقة) و (الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر من أوجب الواجبات الشرعية) و (إن السياسة هي : رعاية شؤون الأمة - كلكم راعٍ وكل مسؤل عن رعيته) وتحت قاعدة قوله تعالى {قل أعملوا فسيرى الله عملكم} والله سبحانه هو الذي سيتولى أعماله ليجعل منها عملا صالحا يُفيد الانسانية والمسلمين أو ليس لها قرار وتذهب جفاءً والعاقبة للمتقين.(الصفحة 482 من كتاب الشورى وصفحات أخرى)