بسم الله الرحمن الرحيم
( الخلافة )
(رئاسة الدولة الإسلامية)
(يتضارب عليها و يتحكم بها أهم العناصر الأربعة )
العنصر الأول – العقائدي (الأحكام والأفكار والمفاهيم)
ومن ورائها الجنة بالإلتزام أوالنار بالعصيان
العنصر الثاني العنصر الثالث العنصر الرابع
الشخصي العقدي المالي
(والعائلي العشائري) (العقد المؤقت) المال قوة
أو(العقد الدائمي)
وقد استوفينا هذه العناصر الأربعة من الحديث الشريف التالي رغم عدم وروده بالإجماع بصورته الكاملة ولكن الإجماع ثابت على جميع أجزائه بورودها مجزأة وإنّ نصه الكامل هو :
(إذا كان أمراؤكم خياركم وأغنياؤكم سمحاؤكم وأمركم شورى بينكم فظهر الأرض خيرٌ لكم من بطنها – وإذا كان أمراؤكم شراركم وأموركم إلى نسائكم وأغنياؤكم بخلاؤكم ولم يكن أمركم شورى بينكم فبطنُ الأرض خيرٌ لكم من ظهرها) .
( تمهيد )
والإنسانية منذ آدم عليه السلام كانت تتضارب وتتصارع للوصول إلى (الرحمة والسعادة) وإبعاد (النقمة والتعاسة) من خلال هذه العناصر الأربعة وحتى اليوم :
ففي التاريخ القديم كانت قصص الزعامة ورئاسة الدولة منها :
قصة النبي سليمان لرئاسة الدولة وجيوشها الممدوح من جانب والنظام الملكي برئاسة الملكة المرأة بلقيس المذموم من جانب آخر وكيف تكون المرأة رئيساً وهي أقلٌ درجة من الرجل وبإرادة الله تعالى أعيدتْ المرأة إلى واقع فطرتها زوجة لسليمان ليكون {للرجال عليهنّ درجة} وهذه سنة الله تعالى في خلقه - ولكن العلمانيون اليوم يريدون محاربة هذه السنة والدرجة الفطرية لتشويه الإسلام وبنفس الوقت يكون نقمة للإنسانية بدلاً من الرحمة للعالمين .
وكذلك قصة فرعون والفراعنة لرئاسة الدولة وقارون للاحتكار والاستغلال الاقتصادي والفساد المالي وطغيانهما بالرأي الواحد هو رأي المتسلط الطاغي المستبد وإلغاء الرأي الآخر رأي الشعب أو الأمة .
وفي الحاضر فلدينا قصة مشهد حي يصرخ من كل جوانبه في (كوبا) قد ترأسها شخص (فيديل كاسترو) (شرير) وأبله ومجنون وبالحديد والنار والفاقة والحرمان وبفضل عصابة صغيرة منتفعة لمدة (خمسين سنة) ولم يشبع لحد التخمة إلاّ بمجيْ أخيه (راؤول كاسترو) وكأنما الدنيا لم تخلق عائلة تصلح لرئاسة كوبا إلاّ (آل كاسترو) ولو اكتفى برئاسته دون أخيه لكانت هناك حجة بينما بمجيء أخيه أصبح الموضوع جداً واضح وهو يتعلق بطبيعة الشعب الكوبي الذي كان يصعب على أمريكا احتلاله والتسلط عليه إلاّ بهذا العميل وهذه العائلة العميلة وإلاّ لفلت منها الأمر ولجاء شخص مثل (جيفارا) فكان أسلوب كاسترو كوبا مؤامرة على حركة جيفارا التي لو نجحت لأحرقت على أمريكا الأخضر واليابس ولكن بعمالة كاستروا أصبحت كوبا سجن (كوانتنامو) أمريكي لجميع أحرار العالم وللمجرمين – وأراد (شافيز) (الشرير) أن يكون مثل كاسترو رئيساً أبدياً لفنزويلا بتعديل الدستور ولكن الشعب انتبه إلى لعبته المجرمة فرفضها وقد وضحت عمالة شافيز في مؤتمر الأمريكيتين عندما قام من كرسيه وذهب ماشياً إلى أوباما الأمريكي لتقديم ولاء الطاعة له وكسب رضاه ورجوعه مشياً إلى كرسيه وظهر زيف عنترياته - ومثل كوبا كانت (روسيا – ستالين – الشرير - السفاك) التي استقرت بعد مؤامرات وكان يصعب على بريطانيا وفرنسا جر روسيا والقفقاس لحلفهم إلاّ بهذا العميل ستالين والستار الحديدي ولكن أمريكا تمكنت من تغيير الوضع لصالحها بعميلها خروشيف وتتابع الرؤساء الأشرار في روسيا لصالحها لحد هذا اليوم - وفي العراق وفي ظل الاحتلال البريطاني تأمرَ الملك فيصل بغير الإسلام رغم ادعائه من عائلة هاشمية وخلفه بعده وصاية الشرير عبد الإله ومن أبرز رؤساء وزرائه نوري سعيد (الشرير) وعمالته لعقود لبريطانيا يعاونه ويتناوب معه عبد الوهاب المرجان وصالح جبر والهاشمي والمدفعي والجمالي ونور الدين محمود وغيرهم في العراق والملك فاروق (الشرير) وريث عائلته الخديوية الشريرة في مصر والملك عبد الله الذي اغتاله الفلسطينيون ووريثه الملك حسين (الشرير) وريث عائلته التي تدعي الهاشمية وبعده ابنه عبد الله في الأردن هؤلاء كلهم عملاء لبريطانيا في المنطقة - ولكن أمريكا تمكنت من مصر بواسطة انقلاب عميلها جمال عبد الناصر(الشرير) سنة 1953 بعد إبعاده للرجل الطيب غير الواعي (اللواء محمد نجيب) وهذا الانقلاب كان أول تدخل أمريكي في المنطقة فأزاحت بريطانيا من مصر وبواسطته غيرت الوضع في سوريا بالوحدة معها ومن ثم الانفصال وكذلك بواسطته وبجيوشه في اليمن أزاح بريطانيا التي كانت متمثلة بنظام ملكية الإمامة لصالح أمريكا - وبواسطة انقلاب عبد الكريم قاسم (الشرير في حياته الجنسية) وعبد السلام عارف غيرت أمريكا الوضع في العراق سنة 1958 لصالحها وأزاحت بريطانيا ولاختلاف قاسم مع عبد الناصر ومع عبد السلام تمرد عبد الكريم قاسم على أمريكا فتبادلت بريطانيا العملاء مع أمريكا إلى أنْ استقر الوضع بطاغيتهم (الشرير) وحزب البعث لصالح بريطانيا لمدة تقارب أربعة عقود ومعهم المنتفعون الذين يسمون كذلك البعثيون بلا عقل ولا تفكير يسخرهم طاغيتهم لإجبار الناس على التصفيق والمسيرات وإلاّ قام بقتلهم بمختلف الطرق منها مثرمة اللحوم والتيزاب والكيماوي كما في حلبجة المظلومة (وحلبجة مظلومة حتى من قومهم الأكراد عندما تولوا الأمور وأصبحت رواتبهم أكياس الدولارات أصبحوا يؤمنون بفكرة – إلغاء الإعدام - العلمانية فضاع حق المظلومين في كل شيء والله تعالى يقول {ومن قتل مظلوماً فقد جعلنا لوليه سلطاناً فلا يسرف في القتل إنه كان منصورا} والشرير لا يكون سلطاناً) أو يقومون بتعذيب المعارضين من أبناء الشعب بقطع الأذن أو الأنف وبقية الأعضاء وإنّ بعض هؤلاء البعثيين اليوم لا يزالون مرتزقة بأعمال الإجرام ولكن باسم المقاومة المسلحة العلمانية رغم احتلال أمريكا للعراق 3003 وإزاحة بريطانيا لأن باب تمويلهم وتسليحم وانتفاعهم وتمتعهم بحلاوة الدنيا لم تغلق عليهم سواء كانوا في العراق أو في سوريا أو الأردن أو مصر أو جزيرة الحجاز فالأموال مفتوحة عليهم إما من بريطانيا وعملائها أو من أمريكا لأن بريطانيا وأمريكا لا تزالان في صراع وبحاجة إلى إبادة وتدمير المسلمين خاصة في العراق لسرقة الموارد والتغيير إلى العلمانية ومن ثم إلى النصرانية رغم هناك عملية تسليم تواجد القدم البريطاني وقاعدتها في البصرة قد جرت باحتفال إلى أمريكا وليس إلى أي طرف من أطراف اللعبة السياسية العملاء في العراق (حكومة وأحزاب ومؤسسات) بتاريخ الثلاثاء 31/3/2009 (فهل سيبقى الجهلة والعملاء الذين يظهرون من الفضائيات والإذاعات بصفة خبراء ومحللين يقولون : إنّ أمريكا فشلت في حرب احتلالها للعراق وافغانستان وغرقت في المستنقع) - ومثل ذلك يحصل في أفريقيا وآسيا وأمريكا الجنوبية ووسط أوربا مثل البوسنة والهرسك وكوسوفو وألبانيا والبلقان وتركيا وإنا لله وإنا إليه راجعون .
( العنصر الأول – العقيدة )
يقرر مصيره : الإيمان والتقوى أو الفتنة والبلوى
و تتحكم به الجنة و النار
و مكونات هذا العنصر (العقيدة وأحكامها وأفكارها ومفاهيمها) (أساسها واحد وأصلها واحد وبيانها وفروعها واحدة وهدفها واحد) وموجودة بوجود الإنسان الأول و (عقله) آدم الذي كان نبياً عليه السلام وبعده تسلسل الأنبياء والرسل والحكماء لعدد من الألفيات والقرون والسنين وتقلبت الامور مع تقلبات أحوال المسيرة التاريخية للإنسان فهي في تجاذب بين الخير والشر صعوداً وهبوطاً وتقدماً وتأخراً ووعياً وجهلاً – إلى أنْ جاء الإسلام فوضع معالم طريق جميع مناحي الحياة للإنسان على أساس (العقيدة الإسلامية) منها (رئاسة الدولة) فكان تنظيمها من ضمن أحكام (نظام الحكم) في الإسلام وقاعدته :
(السيادة للشرع - و السلطان للأمة)
وكذلك ضَبّطَ ونَظمَ العناصر الثلاث الأخرى ومنعها وحرم عليها التدخل والتأثير في آليات تنصيب منصب (رئاسة الدولة) إلاّ وفق ضوابط وتنظيمات العقيدة وإنّ تدخلها بدون هذه الضوابط يكون فيه فساد الأمة وهلاكها وجعل الآليات وتنظيماتها محصورة في (نظام الخلافة) و(نظام الشورى) من نظام الحكم في الإسلام – ولغرض عدم تعقيد الأمور (نبحث المسائل والقضايا المتفق على أحكامها عند جميع المسلمين وأما المختلف عليها فنتركها إلى ما بعد إقامة الدولة الإسلامية ورئيس الدولة هو الذي يرفع الخلاف بتبني أحد الأحكام المتعددة في المسألة الواحدة) فنأتي بدليلين شرعيين عن الخلافة {إني جاعلٌ في الأرض خليفة} و (الخلافة بعدي ثلاثون سنة ومن ثم ملكٌ عضوض) و دليلين شرعيين عن الرئاسة والرعية (أمراؤكم خياركم وليس شراركم ولا نساؤكم) و (كلكم راع ٍ وكل مسؤول عن رعيته) وندعم هذه الأدلة بشرح لها جميعاً ورد في خطبة لولي الله الخليفة الرابع علي ونصه:
(أيها الناس إنّ أحق الناس بهذا الأمر – يقصد الخلافة – أقواهم عليه وأعلمهم بأمر الله ولعمري لئن الإمامة لا تنعقد حتى يحضرها عامة الناس فما إلى ذلك سبيلا ولكن أهلها يحكمون على من غاب عنها ثم ليس للشاهد أنْ يرجع ولا للغائب أنْ يختار)
وهناك بيعتان لإتمام عقد الخلافة بين الرئيس الراعي وبين الرعية الأولى بيعة أصلية (بيعة الإنعقاد) وهي نتيجة حكم أمر الشورى(الاختيار بالرضا لرئيس الدولة من قبل عموم الناس وليس للحاضر الذي انتخب أنْ يرجع عن اختياره وليس للغائب عن منطقته أنْ يختار) والثانية بيعة لاحقة تسمى (بيعة الطاعة) وهذه بيعة الطاعة تلي بيعة الانعقاد وجوبا وبالبيعتين أوببيعة الطاعة يصح العقد أو يجاز في الدنيا أنْ يكون المسلم رئيساً للدولة (خليفة) .
((وبيعة الطاعة يجب أنْ لا تكون نتيجة وراثة أو وصية أو ولاية عهد – كما هو معمول به في النظام الملكي اليوم في المغرب تأخذ البيعة للملك في صلاة الجمعة وهذا عمل حرام - وإنما نتيجة أنْ يصبح الوضع تفقد الأمة فيه حقها وقاعدتها – سلطانها- فيتسلط عليها شخص يريد أنْ يكون خليفتها ورئيسها بإعلان يعترف فيه بقاعدة – السيادة للشرع والسلطان للأمة – ويطلب من الأمة بيعته بيعة طاعة للحكم بما أنزل الله تعالى الإسلام وعادة هذا الوضع يحصل نتيجة ثورة أو انقلاب أو أحد المتسلطين بالوراثة أو الوصية يعلن توبته ويريد الرجوع إلى حكم الإسلام – ومثل ذلك حصل مع الخليفة الأول أبي بكر الصديق وهذا ثابت في قوله هو في خطبته : أيها الناس إني قد وليتُ عليكم ولستُ بخيركم وإذا كلفتموني أن اعمل فيكم بمثل عمل رسول الله لم أقم به لأنه كان معصوماً وأنا بشر فإنْ أحسنتُ أعينوني وإنْ أسأتُ فقوموني – فهو ليس خير الناس وإنّ الذين يقولون أنه خير الناس فهو رادهم قبل رد الله تعالى وهو قال : وليتُ عليكم – أي بغير بيعة الانعقاد وهو قابل للخطأ وغير معصوم وطلب من الناس العون والتقويم له وهنا في موضوع العصمة فهناك فرق بين أنْ يقوم بأعمال خارقة ومخفية الأهداف على الإنسان والتي قد تحتاج إلى (العصمة) وبين الاقتداء برسول الله الحبيب في أعمال يحكمها الشرع أو أعمال مماثلة قام بها الرسول : ورسول الله الحبيب كلف أبا سفيان بجمع أموال الزكاة من عشيرة بني أمية ليشعره بمسألة نفسية (عليكم بعزيزة قوم ذل) مثل من دخل بيت أبي سفيان فهو آمن في حين قام الخليفة الأول الصديق عندما جاء أبو سفيان بأكياس أموال الزكاة التي هي أصبحت من أموال بيت المال وملكية عامة للأمة إلى الخليفة الصديق وقد توفى الرسول الحبيب فقام الصديق وقال لأبي سفيان (أما هذه أموال الزكاة فهي لك ولعشيرتك) كيف تصرف الخليفة الصديق بأموال طائلة لبيت المال وملك الأمة (والمال قوة) وهو يقول (أنا غير معصوم فكان لابد من أن يحكم الشرع – فقد منح أبا سفيان وعشيرته بني أمية قوة – في حين الرسول الحبيب جردهم من القوة) وهناك على كل عمل محاسبة يوم الآخرة متروك أمرها لرب العالمين بعد أنْ يقع العمل وانتهاء أجل القائم به وأما قبل انتهاء الأجل فمن حق كل إنسان إبداء رأيه فيه بقاعدة (إنكار المنكر والأمر بالمعروف واجب على كل إنسان) خاصة المسلم وخاصة العلماء)) .
وإنّ (بيعة الطاعة) طبقت مع الخلفاء الثلاث الأول أبي بكر والثاني عمر والثالث عثمان وأنّ (بيعة الانعقاد) و (بيعة الطاعة) طبقت مع الخليفتين الرابع علي والخامس الحسن والتطبيق مع جميع الخلفاء الخمسة كان بعلم ودعم ولي الله علي وعلم عضوة العترة فاطمة لأنها عندما ذهبت إلى أبي بكر الصديق تطالبه بإرثها تعلم أنه هو الخليفة الأول ورئيس الدولة وعلم عضوي العترة الحسن والحسين ولم يصدر عنهم إنكار عن شرعية المنصب وإن الذي صدر عنهم وهم من أهل الجنة هو يدخل في باب التنافس والتسابق إلى الخير . وقبل أن ننهي نقاشنا لهذا العنصر الأول لابد من نقاش موضوع خطر جداً وهو موضوع محاربة المسلمين لمعجزة ربانية رسالية إسلامية لكي يبقوا في الوادي السحيق الذي تردوا به إلى الانحطاط والتأخر وهو التالي :
(الخلافة بعدي ثلاثون سنة ومن ثم ملك عضوض) هذا الحديث الشريف واضح كل الوضوح ويعرفه القاصي والداني والصغير والكبير والفقيه والمقلد العامي لأنه ثابت ثبوت قطعي – بعيداً عن فلسفة الآحاد والتواتر – ومَنْ مِنَ المسلمين وغير المسلمين من لم يسمع أو لم يتكلم عن (الملك العضوض) الذي هو حال (الدولة الإسلامية) بعد (الخلافة الإسلامية) التي مدتها (ثلاثون سنة) و (الملك العضوض) هو بداية الحكم الأموي واستمر إلى يومنا الحاضر – فهذا الحديث هو المعجزة الربانية لرسول الله الحبيب وللإسلام تماماً مثل معجزة (خاتم النبيين) التي وردت في القرآن المجيد فلم يستطع أحد في محاربتها ولكن لأنّ معجزة (الخلافة والملك العضوض) وردت في الأحاديث الشريفة التي لم يدونها المسلمون حاربها ذووا المصالح وحب الدنيا وحب السلطة والأعداء الذين في قلوبهم مرض حتى إذا ادعوا الإسلام من (الفئتين العظيمتين من المسلمين) التي سميت نفسها (الشيعة والسنة) - وإنّ مصلحة الفئة التي تسمي نفسها (سنية) أصبحت فلسفتهم سموها – مذهبية - تدعم مصلحة الملك العضوض الأموي والعباسي والعثماني وجميع الأمراء والحكام والسلطات السائرة في هذا الخط - وإنّ مصلحة الفئة التي تسمي نفسها (شيعية) لأنها شعرت في حينها بالتقصير والإثم لعدم بيع أنفسهم وأموالهم في سبيل الله للوقوف والدفاع عن مظلومية الخليفة الرابع والخليفة الخامس وعضو العترة الحسين فقد كونتْ لها فلسفة سمتها - مذهبية - منهم من قال (إنّ الأئمة هم خمسة وهم الخلفاء – الزيدية) ومنهم من قال (الأئمة هم سبعة وهم الخلفاء – الإسماعيلية) ومنهم من قال (الأئمة اثنى عشر – الاثنى عشرية وهم الخلفاء - الأصوليين والإخباريين) لذلك فإنّ هاتين الفئتين (السنة والشيعة) أصبحت مصلحتها وفلسقتها ومذهبيتها وجوب محاربة هذا الحديث الشريف لأنّ الفئة السنية إذا اعترفت به وجب عليها الاعتراف بمدة (الثلاثين سنة) وهذا الاعتراف سيؤدي إلى الاعتراف بالخليفة الخامس (الحسن) وكذلك يؤدي إلى أنّ جميع حكام الملك العضوض الذين تلسطوا بالوراثة والوصاية وولاية العهد ليس (خلفاء) لا معاوية ولا عمر بن عبد العزيز ولا هارون الرشيد ولا السلطان عبد الحميد رغم إنّ (الدولة إسلامية بالعقيدة) هذا الواقع الذي ثبته الخليفة الخامس الحسن في عقد تنازله إلى معاوية برجوع الحكم إليه عند وفاة المتنازل له معاوية وكذلك يؤدي بالفئة السنية إلى ترك مفهوم (الخلفاء الراشدون الأربعة) وسوف يكون قولهم في خطبهم ومحرراتهم (الخلفاء الخمسة أبو بكر وعمر وعثمان وعلي والحسن) وحذف عبارة (الراشدين) ويؤدي بهم إلى (الصلاة على آله عند الصلاة عليه) في خطبهم وأقوالهم - وكذلك الفئة الشيعية إذا اعترفوا بهذا الحديث الشريف سوف يؤدي بهم إلى الاعتراف بالخلفاء الخمسة أبي بكر وعمر وعثمان وعلي والحسن ويؤدي بهم إلى أنّ الأئمة سواء كانوا (خمسة أو سبعة أو اثنى عشر) هم (أئمة) وليس (خلفاء) وإنّ اعترافهم بالخلفاء الخمسة يؤدي بهم إلى عدم جباية الخمس والزكاة لأنها من اختصاص الدولة والخليفة وإنّ دليلنا على عدم جواز جعل الأئمة (خلفاء) هو قول الخليفة الخامس الحسن لأخيه الحسين عندما حضره الموت (( يا أخي وإني والله ما أرى أنْ تجمع فينا النبوة والخلافة)) ويقصد الجمع الأبدي كالنبوة التي هي أبدية في بيت النبوة ولأنّ الخلافة صُرِفتْ عنهم بعد النبوة مباشرة وصُرفتْ عنهم قضاءً وقدراً بعد الخليفة الخامس الحسن لأنّ (الخلافة) منصب دنيوي يتعلق با (السلطان) وهو حق منحه الله تعالى للأمة وهذا غير (الولاية) التي هي منصب إلهي منحه إلى (علي) (من كنتُ مولاه – أنا رسول الله – فهذا علي مولاه) وهو غير (العترة أهل البيت) وهذا منصب إلهي كذلك منحه الله تعالى إلى (علي وفاطمة والحسن والحسين) (تاركٌ فيكم الثقلين كتاب الله وعترتي أهل بيتي إنْ تمسكتم بهما لن تضلوا بعدي أبداً) وهذه المناصب الإلهية قد منّ الله تعالى بها عليهم لكي لا تضل الأمة بعد رسول الله في الأحكام والمفاهيم والأفكار وقد استمرت العترة تعيشُ بين الأمة الإسلامية لمدة خمسين سنة نصف قرن وهي كافية لأداء مهمتها - وإنّ اعتراف الفئتين بالحديثً الشريف المعجزة يجعلهم أمام فرض شرعي وهو الدعوة لإقامة الدولة الإسلامية لذلك تراهم في حرب وصراع مع هذا الحديث الشريف المعجزة لرسول الله وللإسلام .
( العنصر الثاني- الشخصي )
العائلي والعشائري
إنّ هذا العنصر نظمه وقيده الله تعالى بالكثير من الأحكام والأفكار والمفاهيم ويكاد يكون هو مركز توجه الرسالة ونلخص تقييده وتنظيمه بقوله تعالى {إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوباً وقبائل لتعارفوا إنّ أكرمكم عند الله أتقاكم} ومن باب أولى أنْ يكون هذا (الأكرم والأتقى) المخلص والشريف تتوفر فيه شروط منها (قوة الشخصية القوة العقلية والقوة البدنية) ولكن أساس الشروط شرطان أنْ يكون (بالغاً وعاقلاً) ولكن لم نجد في الشرع شرط (راشداً) بوجود شرطي البلوغ والعقل وهذه هي الأسلحة التي يتسلح بها المسلم المؤمن لكي يرشح نفسه للرئاسة ويتنافس بها ويتسابق عليها مع الآخرين في ساحة الاختيار والبيعة وبذلك لا دخل للعائلة ولا للعشيرة في هذا الأمر وإنّ أي تدخل عائلي وعشائري هو (مفسدة وهلاك للأمة) وكذلك يجب أنْ لا يتولى أمر المسلمين (شرارهم) كأنْ يكون من القتلة أي كان قد قتل نفساً بريئة وبدون وجه حق {بغير نفسٍ أو فسادٍ في الأرض} أو من الذين يتظاهرون بالسفاح الجنسي وشذوذه وعدم سلوك طريق الزواج الذي أحله الله تعالى وحرم السفاح أو من يسرقون ويختلسون أو يرابون وإذا سمحت الأمة وأي شعب بأنْ يكون (الشرير) رئيساً وقائداً سوف يشكل ذلك (مفسدة وهلاك للأمة ولشعوبها) وهذا الذي أخبرنا به الله تعالى ورسوله قد تحقق فعلاً في في الكثير من القصص التي قصها الله تعالى لنا عبر التاريخ قبل الإسلام وضربنا فرعون وقارون مثلاً لذلك وفي بداية الحكم الإسلامي حصل ذلك عندما تسلط معاوية الأموي بالسيف وبشتى الطرق الشريرة على أمر المسلمين فكان تسلطه الشرير قد أدى إلى (التغيير من الواقع الصالح إلى الواقع الفاسد – من نهج النبوة ونهج الخلافة إلى نهج الملك العضوض المذموم – واستمر تسلط الرؤساء الأشرار فيه وبهذا الفساد إلى وقتنا الحاضر ومن الخطأ القول إنّ المتسلط بالوراثة وبولاية العهد والوصاية – أي بغير الشورى – وبغير إحدى البيعتين الإنعقاد والطاعة أو بهما معاً – هو رئيس وإمام عادل وهذا يستحيل – لأنّ الخلفاء الخمسة كانوا يؤمنون بنهج النبوة ويؤمنون بالشورى حتى إذا كان البعض لم يطبقها لأنهم لا يؤمنون بالثالوث الوراثة والوصاية وولاية العهد – وإن جعل الخليفة عمر قبل وفاته الشورى في ستة من الصحابة هو الدليل على إيمانهم بالشورى - بينما أمراء الملك العضوض الأموي والعباسي والعثماني كانوا يؤمنون بهذا الثالوث ويطبقونه ويعصون الله سبحانه) - وأما في وقتنا الحاضر فإنّ جميع الذين تأمروا أمر المسلمين بغير الإسلام هم من الأشرار والكثير منهم كان واقعهم كما قلنا واقع (شرير) وأبرزهم طاغيتهم في العراق حيث كان الجميع (حزباً وشعباً) يعرف ويعلم أنه قام (بقتل أحد أبناء بلدته في تكريت بالتعاون مع خاله وعائلته وعشيرته ظلماً وبدون وجه حق) وقد يقال إنّ الشعب كان مغلوب على أمره بالحديد والنار ومخابراتهم وجواسيس وعملاء بريطانيا ولكن كيف نبرر موقف الحزب من القيادة القومية والقطرية والفرق والشعب إلى الأعضاء (حزب ليس له عقيدة ولا أفكار ولا مفاهيم وقيادته علمانية غربية وبلا منهج ولا قضية) سمحوا أنْ يتزعمهم (شرير) فقام ما قام من جرائم أولها الطلب من كل قيادي في الحزب القيام بعملية قتل للمعارضين الذين يتم إلقاء القبض عليهم ليصبحوا أشرار مثله فرفض البعض وأبرزهم الدكتور عزت مصطفي فقام بإنهائه حزبياً وصفى بالقتل كل من لم يستجيب لطلبه وشمل ذلك حتى فؤاد الركابي أول رئيس عراقي للحزب وعبد الخالق السامرائي مسؤوله ومرافقه والكثير من القياديين وهذا العمل ثانيها وذلك عندما كان النائب لرئيس مجلس القيادة وهذه الجرائم كلها وجريمة الحرب العراقية الإيرانية وجريمة حرب احتلال الكويت كانت لصالح بقاء واستمرار الاستعمار البريطاني بحيث أمريكا لم تتمكن من تغيير الوضع بانقلاب أو بأسلوب مماثل ولا بحرب التحالف 1992 إلاّ بالحرب المنفردة 2003 واحتلال العراق لإزاحة بريطانيا وما قضية المصالحة والتفجيرات اليوم إلاّ أسلوب خبيث ترفع وتكبس به أمريكا ولو كان هناك أي مخلص في طرفي المصالحة لكشفوها خاصة ما يسمون بالبعثيين ولأعلنوا للأمة والشعب لا مصالحة ولا بعث ولا لعبة سياسية ولا مقاومة مسلحة وإنما فقط – احتلال – يجب التحرير منه) .
( العنصر الثالث – العقدي )
المؤقت أو الدائم
وهذا العنصر العقدي من الأمور التي يختلف المسلمون على أحكامها مثل (عقد الزواج) هل هو (عقد مؤقت أم عقد دائمي) أو (هل يجوز توقيت عقد الزواج بالاتفاق بين المتعاقدين وجعله لمدة يحددها العقد) أم (العقد دائمي وكل تحديد له يعتبر باطل أو حرام) – وكذلك (عقد رئاسة الدولة سواء ببيعة الانعقاد أو ببيعة الطاعة هل هو عقد مؤقت يحدد بفترة زمنية – مدة محددة – أم هو دائمي مادام رئيس الدولة على قيد الحياة ويتمتع بشروط الانعقاد) .
وأما رأيي في هذا الموضوع الخطير والحساس جداً فأنا لا مانع عندي من الأخذ وتبني أياً منهما ولكن إذا تبنيّ (العقد المؤقت) فأرى أنْ يكون لمدة ليس بالقصيرة وأحصرها بين العشر أو العشرين سنة لا أكثر ولا أقل – ولا أؤيد تشكيل لجنة أو مجلس يدرس ويحدد المرشحين ويجب أنْ يكون باب الترشيح مفتوحاً لكل مسلم واختيار الأمة هو الذي يقرر مصير المرشحين وهذا هو رأيي ولا أدعمه بأي دليل مادامت الأدلة موضع خلاف بين المسلمين .
( العنصر الرابع – المالي – المال قوة )
وهذا العنصر من أخطر العناصر وهو يقرر مصير الأمة صلاحاً وفساداً إذا أطلق له العنان أي إذا تركت له (الحرية العلمانية) كما يقول العلمانيون وهو صرف المال من أجل استلام هذا المنصب الأول في الدولة والمجتمع ودون تحديده بأحكام الحلال والحرام والمباح والمكروه وهناك فكر ومفهوم (إنّ الذي يصرف المال من أجل تحقيق هدف دنيوي لابد من أنْ يستوفي المال المصروف وأضعافه عند نيله الهدف وفي المناصب فهو يستوفيه بنفسه وبأصدقاء السوء وأفراد عائلته وأقاربه وعشيرته – ولقد صدق من قال : ثلاثة تمتحن الرجال المال والمناصب والمصاعب – عند منحها للرجال أو عند سلبها منهم) - وإليكم نبذة تاريخية عن تأثير هذا العنصر الرابع المالي في منصب الرئاسة :
في المقدمة ذكرنا (كيف اقترن واندمج المال – قارون – الاحتكار والربا والاستغلال وجميع أوساخ وفساد المال مع أفظع طاغية ومستبد وسفاك وعدو للبشرية عرفه التاريخ – فرعون) .
ولكن للمال صلاحه وفائدته وأهميته لحياة الإنسان ولا يمكن للبشرية أنْ تستغني عنه والمال هو الكون المخلوق من أجل الإنسان وأصبح الحصول عليه واجب شرعي وعبادة وبدونه تكون الحياة ضنكة وتعيسة بل والفناء وبه تكون الحياة سعيدة لأنّ المال زينة الحياة الدنيا بشرط (نظافة المال) لذلك جعل الله تعالى (الناس – كل الناس – شركاء في ثلاث النار – جميع مصادر الوقود والطاقة – والماء والكلأ – مراعي الحيوانات) فهيّ ملكية عامة لا يجوز أنْ يمتلكها أحد ومعجزة هذا الواقع لخصها الله تعالى مع محمد بن عبد الله رسول الله صلى الله عليه وآله : كيف ولد يتيماً محروما من المال فتكفله جده ومن ثم عمه واشتغل راعياً للأغنام ولكنه حافظ على جميع القيم الإنسانية (رجلاً) صادقاً أميناً مخلصاً شريفاً لم تدنسه الموبقات وعفيفاً رغم تأخر زواجه إلى سن الخامسة والعشرين فلم يلعب المال أي دور وأي تأثير في حياته بل كان هو الذي يروض المال ليكون طوع حاجاته النزيهة – بالمقابل كيف إنّ الله تعالى أنشأ مؤسسة مالية نظيفة وشريفة متمثلة بالمرأة (خديجة) تزوجت فجمعت المال من زواجها السابق بحيث كانت تجارتها تعادل تجارة جميع أهل مكة وعندما نضج محمد ونضجت المؤسسة دعته ليكون مدير أعمالها وتجارتها ومن ثم دعته لنفسها ليكون خير زوج لها فكانت هيّ خير زوجة له وهدية زواجها لهذا الزوج الفقير خادمها الذي كان يخدمها وعزيزا عليها (زيد) وعندما منّ الله تعالى عليه بالنبوة والرسالة فهي أباحت له جميع ما تملك في سبيل دعوته لله سبحانه فكانت نعمة وخير زوجة بخير مال <مال خديجة> وكانت من أهل الجنة مع (آسيا زوجة فرعون ومريم أم الرسول عيسى عليه السلام) وبذلك فأنّ محمد رسول الله لم يكن بحاجة إلى مال أي صحابي أثناء الدعوة والتعاون المالي كان بين الصحابة بما تجود به أيدي المقتدرين مالياً على الذين يفتقرونه ويصبح واجباً مع (السائل والمحروم) لذلك حصل (التآخي) بين الصحابة بعد الهجرة وتأسيس الدولة الإسلامية في المدينة المنورة .
ومع كل ما تقدم فلا يجوز أنْ يكون (المال) شرطاً تنظيمياً في ترشيح وانتخاب الرئيس سواء كان كرسم أو أجور أو ضريبة وإنما يجوز أنْ يكون مبلغاً زهيداً ورمزياً (للإثبات) إثبات الترشيح وتاريخه ومتطلبات أخرى بموجب وصل يعتبر مستند رسمي عكس الوضع عند العلمانيين لا يمكن لأي إنسان أنْ يفكر في ترشيح نفسه إلاّ إذا ملك ووفر ملايين الدورات ففي نهاية الألفية الثانية وصل المبلغ الذي يجب أنْ يمتلكه المرشح الأمريكي إلى مائتي مليون دولار وفي بداية الألفية الثالثة وصل المبلغ إلى خمسمائة مليون دولار وهذا يعني أنه يجب يكون آباء وأجداد المرشح قد سرقوا المال الحرام لعدة أجيال من الشعوب أو رؤساء عصابات ومافيا أو أنْ يتفق المرشح مع شركات مرابية ولوبيات لتقدم له المال الحرام وعند فوزه يقدم هو لهم كل مجالات النهب والاحتكار للمال ويبعد عنهم كل جريمة يرتكبوها أو شبهة جريمة .
بقلم المحامي محمد سليم الكواز – مؤلف كتاب الشورى
30 / 5 /1430 - 25 / 5 /2009
http://shurakawaz.blogspot.com/
http://www.shurakawaz.blogspot.com/
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق